اعتبر خبراء، أن إسرائيل خسرت معبر رفح كورقة ضغط على حركة حماس، عقب استئناف عمله من قبل السلطة الفلسطينية ومصر وبعثة الاتحاد الأوروبي، فيما بقي الجيش الإسرائيلي على جانبي المعبر.
ويسمح بالسفر عبر المعبر للمرضى والجرحى، وفق آلية متفق عليها باتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والذي يحتفظ للأخيرة بحق إعطاء الموافقة على كشوفات السفر عبر المعبر.
واتهمت القناة 14 العبرية، إسرائيل بالتفريط بالمعبر الذي يعتبر ورقة ضغط مهمة على حماس دون مقابل، بالرغم من أنه محاصر ومراقب من قبل الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك، فيما تصر الحكومة الإسرائيلية على أن دور السلطة هامشي، بينما تؤكد الأخيرة أن دورها مهم واستراتيجي.
وقال المحلل السياسي، جهاد حرب، إن "إسرائيل قدمت مضطرة تنازلات كبيرة لإعادة فتح معبر رفح وعمله بالآلية الحالية"، مشيرًا إلى أن ذلك جاء في إطار ضغط الإدارة الأمريكية الجديدة، ولضمان تمرير اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أنه "بالرغم من ذلك إلا أنه لا يمكن القول أن الإسرائيليين خسروا معبر رفح كورقة ضغط على حماس، خاصة وأن المعبر لا يزال محاصرا عسكريًا من جانبيه، علاوة على أن المسافرين يحصلون على الموافقة الإسرائيلية قبل الخروج من غزة".
وأضاف: "بالرغم من عدم وجود الطرف الإسرائيلي بالمعبر إلا أن طبيعة إدارته حددتها حكومة بنيامين نتنياهو، ما يعني أنها قادرة في أي لحظة على اتخاذ قرار بإغلاقه ومنع سفر المرضى والمصابين لخارج غزة".
وأشار حرب إلى أن "إسرائيل وافقت على إعادة فتح المعبر بهدف دفع عناصر حماس وعائلاتهم للخروج بشكل طوعي من غزة، وهو الأمر الذي يظهر بشكل واضح في الاتفاق الذي يسمح لجرحى الحركة بالسفر رفقة ثلاثة من أفراد العائلة".
بدوره رأى أستاذ العلوم السياسية، باسم الزبيدي، أن "إسرائيل وحماس خسرتا المعركة على معبر رفح في إطار الاتفاق الجديد بشأن آلية عمله"، لافتًا إلى أن حكومة نتنياهو لن تتمكن من إغلاقه خاصة وأنه ركن رئيس في مخططات الإدارة الأمريكية الجديدة لتهجير سكان غزة للخارج.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "المعبر خرج من حسابات إسرائيل، التي ستبحث عن ملفات أخرى أبرزها المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار وحكم القطاع من أجل الضغط على حماس"، مبينًا أن تلك الملفات هي الأهم للحركة في الوقت الحالي.
ومضى الزبيدي قائلًا: "لكن ملف المعبر لم يخرج من حسابات حماس التي تعتبر سيطرتها عليه أمرًا جوهريا وضروريا من أجل استمرار حكمها لغزة"، مشيرًا إلى أن حماس تنتظر الفرصة المناسبة لعودة عناصرها للمعبر.
ولفت إلى أن "الضغوط التي يتعرض لها نتنياهو بهذا الشأن شكلية، ولا يمكن أن تؤثر على خططه السياسية والعسكرية، خاصة وأنه سيفاجئ معارضيه بخطة بديلة بشأن المعبر في أي لحظة ينهار بها اتفاق التهدئة مع حماس"، حسب تعبيره.