شهدت الضفة الغربية الليلة الماضية أولى عمليات الجيش الإسرائيلي، الرامية إلى وضع الفلسطينيين على أعتاب تطبيق "حكم الإعدام بجرعة سم قاتلة"، وفقًا لمشروع قانون وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.
واتضح التوجه بعد حملة اعتقالات موسعة، استهدفت اقتلاع الفلسطينيين من فراش النوم في ساعة متأخرة من الليل، وتحويل ملاعب وادٍ قريب من مستوطنة "صوريف" الواقعة شمال غرب الخليل إلى معسكر اعتقال، تحت إشراف جهاز الأمن العام "الشاباك"، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وجاء ذلك بعد أيام من إعلان رئيس الشاباك ديفيد زيني، تأييد تطبيق حكم الإعدام على الفلسطينيين وعرب إسرائيل، بداعي التورط في "أنشطة معادية".
ولتفعيل مقدمات حكم الإعدام، استهدفت قوات إسرائيلية الليلة الماضية فلسطينيين في الضفة الغربية، تم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية في إطار صفقات تبادل أسرى سابقة.
وذكرت صحيفة "معاريف" أن الجيش الإسرائيلي عدَّل استراتيجيته في الضفة الغربية، وبموجبها اندفع جنود كتيبة الاحتياط 7491، التابعة للواء غولاني بعد منتصف الليل نحو إحدى قرى الخليل، وأغلقت مداخلها ومخارجها.
وداهمت قوة أخرى أحد المنازل وأخرجت قاطنيه الذين استيقظوا على عملية المداهمة.
وبعد عمليات تفتيش جسدية، تم تكبيلهم بالأصفاد، وتغطية وجوههم بقطع قماش سوداء.
وبحسب "معاريف"، فإن أحدهم كان مطلوبًا للشاباك منذ فترة طويلة، بداعي اعتزامه إطلاق النار على جنود إسرائيليين.
وبعد عملية المداهمة، دخلت القرية قوات إسرائيلية أخرى، معززة بمروحيات ومركبات الجيش، وفي غضون دقائق، اعتقلت ما لا يقل عن 40 فلسطينيًا "معتقلين سابقًا".
وفي إطار ترسيخ عمليات إسرائيل في الضفة الغربية على مدى ونطاق واسعين، أحالت قوات الجيش أحد ملاعب كرة القدم في القرية إلى "قاعدة عسكرية".
ونصب ضباط الاتصال في الملعب مواقع مزودة بأجهزة اتصال لاسلكية، وأجهزة كمبيوتر، ومهبط لطائرات القوة المسيرة.
وفي زاوية أخرى، دشَّنت القوات الإسرائيلية مركز احتجاز مؤقت.
وعند خط منتصف الملعب، تمركز عناصر من جهاز الأمن العام (الشاباك)، حيث أجروا تحقيقًا أوليًا مع المشتبه بهم.
وكان بعض المشتبه بهم الذين تم اقتيادهم إلى المكان هم أولئك الذين تم إطلاق سراحهم من صفقات تبادل أسرى سابقة مع إسرائيل.
وبررت الصحيفة العبرية عمليات إسرائيل في الضفة الغربية بتوجيه "ضوء أحمر لسكان القرى الفلسطينية"، للحيلولة دون تنفيذ عمليات ضد إسرائيل.
وفي محاولة لتكريس العمليات العسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية، أشارت "معاريف" إلى أن "حماس وحزب الله وإيران تبذل مساعي حثيثة لبناء بنية تحتية في الضفة".
وزعمت أن "منطقة الخليل كانت على مدار سنوات مركزًا لبناء بنية تحتية تابعة لحماس".
وتتضمن جهود إيران وحماس في الخارج إنشاء قنوات لنقل الأموال لتمويل العمليات المسلحة، وتوجيه عناصرها للهجوم على إسرائيل، وفق الصحيفة.