يواجه الجيش اللبناني مهمة صعبة ومعقدة في بسط سيطرته الكاملة على التراب اللبناني ونزع السلاح غير الشرعي، وهو ما يتطلب دعما دوليا واسعا خصوصا من الجانب الأمريكي.
وأطلع الجيش اللبناني، المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس على مختلف احتياجاته، لتنفيذ خطة نزع سلاح ميليشيا حزب الله، التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية مؤخراً بهدف حصر السلاح بيد الدولة، وفقًا لخبراء.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان، الذي شاركت فيه المبعوثة الأمريكية أورتاغوس وبرفقتها قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي الأميرال براد كوبر.
وبيّن الخبراء لـ"إرم نيوز"، أن أبرز احتياجات الجيش اللبناني، التي جرى طرحها خلال الاجتماع، تتمثل في الدعم المادي والتقني والاستخباراتي، إضافة إلى تزويده بالمعدات اللازمة.
وأشاروا إلى أن الجيش تحدث عن أهمية تمكينه من تطويع ما لا يقل عن 10 آلاف جندي إضافي، من أجل القيام بمهمات الانتشار وبسط سيادة الدولة وقواتها المسلحة على الأراضي اللبنانية.
واستأنفت اللجنة اجتماعاتها في الناقورة، جنوب لبنان، عند الحدود مع إسرائيل، وذلك بعد توقفها عن الاجتماع لأسابيع، في خطوة تشير لإعادة تفعيل عمل اللجنة، والسعي لتطبيق الاتفاق، وخاصة في أجزائه المرتبطة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية.
وقال المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل"، الجنرال منير شحادة، إن زيارة أورتاغوس إلى بيروت جاءت بعد قرار نزع سلاح "حزب الله"، الذي يتضمن شروطاً أبرزها انسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة ووقف الاعتداءات، استناداً إلى خطة الجيش اللبناني، بما يتيح لعناصره وقواته استكمال انتشاره وتنفيذ ما هو مطلوب منه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن الزيارة هدفت أيضًا إلى زيادة الضغط على لبنان وإعادة تفعيل آلية العمل، التي توقفت منذ فترة طويلة، ولا سيما أن أورتاغوس قامت بجولة على النقاط المحتلة، في رسالة أمريكية واضحة، رغم أن الزيارة كانت مقررة قبل صدور قرار الحكومة الأخير.
وأضاف الجنرال شحادة أن واشنطن أرادت من خلال هذه الجولة التأكيد على أنها ما زالت تراقب تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار لجهة التزامات لبنان، في حين تتجاهل الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، ما يبرز انحيازها الكامل لمصلحة إسرائيل.
وأشار إلى أن امتناع أورتاغوس عن لقاء المسؤولين اللبنانيين يمكن وضعه في خانة عدم الرضا عن القرار الحكومي الأخير، خصوصًا أن الولايات المتحدة تدرك حساسية الوضع في لبنان بعد القرارات السابقة، التي اتخذت في ظل غياب الوزراء الشيعة الخمسة، والذين اعتبروا تلك القرارات غير ميثاقية.
وذكر الجنرال شحادة أن واشنطن تتابع بدقة الخطوات المقبلة للجيش اللبناني، ولا سيما أن الحكومة طلبت منه تقديم تقرير شهري حول الإنجازات التي يحققها في إطار الخطة الموضوعة.
بدوره قال الخبير في الشأن اللبناني، علي حمادة، إن زيارة أورتاغوس، برفقة الأدميرال كوبر، جاءت لمتابعة الشق التقني، ولا سيما العسكري، من قرارات مجلس الوزراء، خصوصاً مخرجات جلسة يوم الجمعة الماضية، رحبت بخطة الجيش ووضعها موضع التنفيذ برعاية وضمانة ومساعدة أمريكية.
وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن الجيش اللبناني وضع خطة لسحب السلاح بدءاً من المنطقة الجنوبية، وهي منطقة عمليات قوات "اليونيفيل"، على أن يتم تطهيرها بالكامل بنسبة 100% من أي سلاح غير شرعي، سواء كان لبنانياً أو فلسطينياً أو غير ذلك.
ولفت الخبير حمادة إلى أن الأهم في توقيت الزيارة، هي الاطلاع على حاجات الجيش اللبناني لكي يتمكن من تنفيذ ما هو مطلوب منه وفقاً للخطة، مشيرًا إلى أن الجيش يحتاج إلى دعم مادي وتقني واستخباراتي، إضافة إلى تزويده بالمعدات اللازمة، فضلاً عن تمكينه من تطويع ما لا يقل عن 10 آلاف جندي إضافي، من أجل القيام بمهمات الانتشار وبسط سيادة الدولة وقواتها المسلحة على الأراضي اللبنانية.
وذكر أن خطة الجيش لا تقتصر فقط على التمركز في الجنوب وجنوب الليطاني بعد عملية التطهير، بل تشمل الانتشار على كامل الأراضي اللبنانية، وهذا يتطلب إمكانيات تتجاوز قدرات الدولة اللبنانية.
ومضى الخبير حمادة قائلًا: "هنا يبرز الدور الأمريكي، الذي يعد أساسياً، لأنه يمثل المجتمع الدولي عموماً، على أن ترفده الدول الأوروبية بدور داعم، إلى جانب الأسرة العربية الحاضنة للبنان، في إطار مشروع بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، من خلال مساعدة الجيش وتأمين المستلزمات الضرورية ليقوم بمهامه على أكمل وجه".
وأكد أن الموضوع في جوهره تقني، أما الكلام السياسي فقد انتهى بشكل عام، والآن بدأ تنفيذ خطة الجيش، وتحديداً مرحلتها الأولى.