logo
العالم العربي

هل يفضي اجتماع أنقرة الثلاثي إلى "تسويات إقليمية" قادمة؟

هل يفضي اجتماع أنقرة الثلاثي إلى "تسويات إقليمية" قادمة؟
وزراء خارجية الأردن سوريا وتركيا في أنقرةالمصدر: منصة إكس
12 مايو 2025، 6:17 م

تصدّر الحديث عن توغل إسرائيل وهجماتها في سوريا، ومحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، أجندة لقاء ثلاثي جرى في أنقرة بين وزراء خارجية الأردن وسوريا وتركيا.

وجمع لقاء أنقرة، اليوم الاثنين، وزراء خارجية الأردن أيمن الصفدي، وسوريا أسعد الشيباني، وتركيا هاكان فيدان، وأعقبه مؤتمر صحفي مشترك.

وأجمع الوزراء في المؤتمر على تنسيق جهودهم لمواجهة التهديدات الإرهابية على الحدود المشتركة بين الدول الثلاث، خاصة من قبل "داعش"، مطالبين إسرائيل بوقف هجماتها على الأراضي السورية.

ويرى محللون ومراقبون للشأن السوري أنه لا يمكن عزل لقاء أنقرة عن التطورات في المنطقة ومحاولة إيجاد تسويات إقليمية، إذ تأتي قبيل أحداث مهمة كزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة يوم غد الثلاثاء، التي يُتوقع أن تحمل إعلاناً مهماً كما تحدث ترامب نفسه أخيرًا.

أخبار ذات علاقة

وزراء خارجية الأردن وسوريا وتركيا خلال المباحثات

وزراء خارجية 3 دول يطالبون إسرائيل بوقف هجماتها على سوريا

 كما يأتي اللقاء قبيل القمّة العربية المزمع عقدها في بغداد يوم السبت المقبل، وكذلك مع مظاهر لتسويات تجسدت بإعلان حزب العمال الكردستاني التخلي عن سلاحه، وقيام حركة حماس بالإفراج عن الأسير الإسرائيلي الحامل للجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، في خطوة تسبق زيارة ترامب وتمهد ربما لوقف الحرب وإدخال المساعدات لقطاع غزة.

تحوّلات جيوسياسية

يقول المختص بالشأن السوري حسن جابر إن تلك الأحداث الدبلوماسية (اجتماع أنقرة، وزيارة ترامب، والقمة العربية) تعبّر عن عمق التحولات الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة، وتعكس ربما دخول الشرق الأوسط في مرحلة جديدة من إعادة صياغة التوازنات الإقليمية والدولية.

وبيّن لـ"إرم نيوز" أنه على الرغم مما تحمله هذه اللقاءات من فرص حقيقية لإيجاد تسويات إقليمية؛ تبقى التحديات الهيكلية عائقًا رئيسًا أمام ترجمتها إلى نتائج ملموسة تصب في استقرار الدول العربية والشرق الأوسط ككل.

وأضاف جابر أن تزامن هذه الأحداث الثلاثة خلال أسبوع واحد يعكس حالة من السباق الدبلوماسي المحتدم في المنطقة، فمن جهة يمثل اجتماع أنقرة الثلاثي محاولة لتعزيز التنسيق الإقليمي بين دول الجوار السوري لمواجهة التحديات المشتركة.

ويتعلق ذلك التنسيق، وفقًا لجابر، بمكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والسلاح، والقضايا العالقة في سوريا لا سيما علاقة دمشق بالمكونات المحلية، وتحديدًا بقوات سوريا الديمقراطية "قسد" والمكون الكردي عمومًا، والعلاقة مع الدروز، فضلًا عن استمرار العقوبات وتداعياتها السلبية على مسار التحول في سوريا.

وذكر جابر أن زيارة ترامب للمنطقة تعكس الدور الأمريكي المباشر في الشرق الأوسط بعد فترة من التراجع النسبي خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وأخيرًا تأتي القمة العربية في بغداد لتكمل هذا المشهد المتحرك، إذ ستكون المنصة العامة للتشاور العربي حول القضايا المشتركة.

وطرح سؤالًا عمّا إذا كانت هذه الجهود الدبلوماسية المتزامنة ستفضي إلى حلول حقيقية وفاعلة للأزمات المتعددة التي تعصف بالمنطقة، أم ستكون مجرد محطات عابرة في مسار طويل من الصراعات والتوترات؟ موضحًا أن الأيام القليلة القادمة كفيلة بإعطاء مؤشرات أولية عن مخرجات هذه التحركات الدبلوماسية وآثارها.

الصيغة الثلاثية

بدوره، رأى المحلل السياسي بلال العضايلة أن الاجتماع الثلاثي يأتي ضمن جهد لمراكمة البناء على تفاهمات سابقة، فمنذ وصول السلطة الجديدة إلى الحكم أصبحت سوريا الانتقالية أحد محاور شرق أوسط ما بعد هجوم حماس على إسرائيل في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر من عام 2023.

أخبار ذات علاقة

عناصر من حركة حماس في قطاع غزة

حماس مستعدة لاتفاق في غزة وتطالب ترامب بوقف "الحرب الوحشية"

 وأوضح لـ"إرم نيوز" أن لكلا الدولتين المجاورتين لسوريا؛ الأردن جنوباً وتركيا شمالاً، مصلحة في تثبيت الاستقرار ونزع مصادر التهديد، ويتضح ذلك من الإسناد الأردني لدمشق في ملف السويداء/ الدروز، والدعم التركي في الملف الكردي الذي يشكّل صداعاً مزدوجاً لكلا الدولتين.

ولفت العضايلة إلى أنه سواء تعلّق الأمر بالسويداء المحاذية للأردن أو بالملف الكردي، فإن الدور الإسرائيلي يعد قاسما مشتركا بين هذين الملفين، مما يفرض بلورة حل إقليمي هادئ ومتزن للتدخلات الإسرائيلية الفجة في الداخل السوري.

ومضى قائلًا: ربما يمكن النظر إلى إعلان الجيش الإسرائيلي سحب قوات (لواء المظليين) في الجبهة الشمالية وداخل الأراضي الإسرائيلية على أنه خطوة مهمة نحو ضبط إسرائيل لنفسها تجاه الأراضي السورية، لا سيما أن ترامب القادم إلى المنطقة يريد تقديم نفسه كصانع سلام قادر على حسم الملفات وتحقيق توازن جديد لا تكون فيه إسرائيل حرة التصرف بفائض قوتها.

ونوه العضايلة إلى أنه بعيداً عن الرؤية الإقليمية الواسعة، فإن الاجتماع الثلاثي له مضامين تتصل بملفات مشتركة، كالتهريب وملف الجماعات المسلحة، إذ إن لدى كلا الدولتين اهتماما بضرورة معالجة مسألة المسلحين الأجانب المصنف بعضهم على قوائم الإرهاب.

وأكد أن ملف إعادة الإعمار حاضر بقوة على طاولة الاجتماع، خصوصاً أن الاتحاد الأوروبي يقترب من رفع جزئي للعقوبات عن سوريا، ويُتوقع أن لا تطيل واشنطن أمد عقوباتها "القيصرية القصوى" ضدها.

وبحسب العضايلة، فإن هذه الصيغة الثلاثية تأتي تكثيفاً لصيغة خماسية لدول جوار سوريا تضم أيضاً لبنان والعراق، وهما الدولتان اللتان يوجد في البيئة السياسية المحلية عندهما تيار مؤثر مناوئ للسلطة الجديدة في دمشق.

وكان قائد الجيش الأردني اللواء الركن يوسف الحنيطي التقى قبل نحو 10 أيام، في العاصمة السورية دمشق، وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، بحضور عدد من كبار ضباط الجيش الأردني، وبحثا آفاق التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، وأهمية مواصلة التنسيق والعمل المشترك لمواجهة التحديات المختلفة التي تشهدها المنطقة والإقليم.

وفي الـ9 من آذار/مارس الماضي، خرج اجتماع خماسي استضافه الأردن لدول جوار سوريا ببيان مشترك تضمن 11 بندًا، في أعقاب لقاءات مكثفة جمعت قادة الجيش والمخابرات ووزراء الخارجية والدفاع في الأردن وسوريا وتركيا والعراق ولبنان.

وكان وزراء الداخلية في دول: الأردن، وسوريا، والعراق، ولبنان، اتفقوا، منتصف شباط/فبراير الماضي، خلال اجتماع في عمّان، على تأسيس "خلية اتصال مشتركة لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود بين الدول الأربع".

ويأخذ الحديث عن آلية تعاون لدول جوار سوريا ومقرها دمشق مساحات واسعة في التكهنات لجهة أهداف الآلية، وفيما إذا كانت تسعى إلى كبح جماح التدخل العسكري الإسرائيلي بمناطق مختلفة في سوريا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC