أنهى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، يوم الجمعة، زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التقى خلالها بعدد من المسؤولين بينهم رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، وعدد من لجان مجلسي الشيوخ والنواب، ووزير الخارجية ماركو روبيو.
وتأتي الزيارة بعد قرارات اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقضي بخفض المساعدات لعدد من دول العالم، من بينها الأردن، الذي يعد شريكًا استراتيجيًا لواشنطن ورفع نسبة الرسوم الجمركية على البضائع الأردنية لتصل إلى 20% بعد أن كانت 10%.
ورجح خبراء اقتصاديون أن يكون ملف المساعدات والمنح الأمريكية أهم الملفات التي تصدرت أجندة لقاءات العاهل الأردني في زيارته، التي سبقتها زيارة لرئيس الوزراء الأردني جعفر حسان إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي لذات الغرض.
وبهذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي، رعد التل، إن زيارة الملك عبد الله الثاني، تكتسب أهمية كبيرة نظرًا لإدراك الطبقة السياسية الأمريكية، سواء لدى الجمهوريين أو الديمقراطيين، بأهمية التعاون المشترك في القضايا الأمنية والعسكرية في الشرق الأوسط، وكذلك ملفات محاربة الإرهاب.
وأضاف التل، لـ"إرم نيوز"، أن المساعدات الأمريكية للأردن لا تُقر من البيت الأبيض وحده، بل تمر عبر قنوات تشريعية تتطلب موافقة الكونغرس.
ولفت إلى أنه في الأعوام الماضية، حظي الأردن بدعم واسع النطاق من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مما يجعل من الصعب تمرير أي قرار لتقليص المساعدات بشكل جوهري دون معارضة واضحة داخل الكونغرس.
ووفق التل، حتى لو كانت هناك ضغوط أو رسائل سياسية من الإدارة الأمريكية، فإن التحرك الفعلي لتقليل المساعدات يظل معقدًا سياسيًا، ويصطدم بإدراك المؤسسة التشريعية الأمريكية لأهمية التعاون المشترك مع الأردن في منطقة الشرق الأوسط، وبالتأكيد فإن زيارة الملك تعزز هذا الفهم، وتعيد تأكيد أهمية استمرار الدعم الأمريكي للبلاد.
من جانبه، يقول المحلل الاقتصادي، عوني الداوود، إن الملك عبد الله قابل في زيارته قيادات في الكونغرس واللجان الرئيسة التي لديها تماس مع موضوع المنح والمساعدات.
وأضاف الداوود، لـ"إرم نيوز"، أن هناك تفهما وإدراكا من قبل الإدارة الأمريكية لأهمية الدور الأردني في منطقة الشرق الأوسط المليئة بالاضطرابات، ما يستدعي تنسيقا مشتركا بين البلدين.
وأشار إلى أن زيارة الملك عبد الله للولايات المتحدة، سبقتها زيارة لرئيس الوزراء، مؤكدًا أن ملف عودة المساعدات كان أولوية في الزيارتين.
وتوقع الداوود أن "نشهد في قادم الأيام عودة لبعض المساعدات، خاصة المتعلقة بقطاعات البنية التحتية والتنمية والصحة والتعليم".
كما توقع أن يتم إعادة النظر بمسألة رفع الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الأردنية، لتعود كما كانت عليه، 10%، على أن يخفض الأردن الجمارك المفروضة على البضائع الأمريكية، خاصة السيارات.
وخلال زيارته للولايات المتحدة، التقى العاهل الأردني بممثلي مؤسسات حكومية ورؤساء وممثلي شركات من ولاية تكساس الأمريكية، لبحث فرص تعزيز التعاون والاستثمار في قطاعات استراتيجية، بحضور شركات عاملة في قطاعات الطاقة، والدفاع والاستثمارات العقارية والبنية التحتية والتكنولوجيا.
وسبق للرئيس الأمريكي أن هدد بفرض عقوبات اقتصادية على الأردن ومصر، بعد رفض البلدين أطروحاته بتهجير سكان غزة إليهما.
وقال ترامب إنه سيقطع المساعدات الاقتصادية عن الأردن ومصر في حال عدم قبول تهجير سكان غزة للبلدين.
وأوقف ترامب المساعدات عن العديد من دول العالم، بينها الأردن، الأمر الذي تأثر معه آلاف الموظفين الأردنيين العاملين في المشاريع التي تتبع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وعقب وصوله للبيت الأبيض، أعلن ترامب عن خطة لتهجير أهل غزة وجعل القطاع ريفيرا الشرق الأوسط، الأمر الذي قابله الشارع الأردني بمسيرات حاشدة رافضة لتهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر.
