ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
يرى خبراء في العلاقات الدولية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيحظى بثقة الشارع الإسرائيلي، وستتعالى أسهم مستقبله السياسي مع الموافقة غير المتوقعة لحركة حماس على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة.
وبين الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن نتنياهو سيكون حاضرا إلى حد بعيد، سواء في حال إجراء انتخابات مبكرة أو في موعدها المحدد في أكتوبر/ تشرين الأول 2026، في ظل ما يحسب له من إنجازات بالداخل بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بتحييد ميليشيا حزب الله، وما ألحقه بنظام الأسد، والذهاب بقوة نحو إنهاء المشروع النووي الإيراني عبر حرب الـ12 يوما، وتقليل قدرة حركة حماس في إطلاق صواريخها على تل أبيب والمدن الوازنة، مما شكل له رصيدا بالداخل.
وكان موقع "أكسيوس" قد نقل عن مسؤول إسرائيلي، أن نتنياهو فوجئ برد ترامب على بيان حركة حماس بشأن وقف حرب غزة، بعد أن كان يظن أن الحركة سترفض الخطة.
وأشار المصدر إلى أن نتنياهو أكد ضرورة التنسيق مع الأمريكيين لضمان عدم ترسيخ انطباع أن حركة حماس استجابت للخطة، لافتا إلى أن الجهات الفنية التي تتعامل مع ملف الأسرى رأت رد حركة حماس إيجابيا ويفتح الطريق لاتفاق.
ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، نزار نزال، أن "نتنياهو لم يعد لديه الكثير من الوقت في الحكومة، وقد حسبها بشكل دقيق، لأنه في الأساس، يقضي الكنيست إجازة صيفية ستستمر حتى نهاية هذا الشهر، وحتى في حالة إقدام الأحزاب الائتلافية على إسقاط حكومته، ستبقى وزارة تسيير أعمال حتى مارس/ آذار القادم، وبالتالي لم يعد أمام نتنياهو وحكومته، إلا بضعة أشهر".
ويعتقد نزال، في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه "بحسب استطلاعات الرأي على الأقل، سيكون لنتنياهو حظوظ متوازنة في أي انتخابات قادمة، وهو يسعى إلى ذلك بغرض تشكيل حكومة جديدة من خلال انتخابات مبكرة في مارس/ آذار القادم أو خلال الانتخابات الطبيعية المحدد وقتها في أكتوبر/ تشرين الأول 2026".
وأشار إلى أن "نتنياهو حقق إنجازات لإسرائيل، عندما كان له دور بشكل مباشر أو غير مباشر في تهديد نظام الأسد قبل سقوطه، وتحييد ميليشيا حزب الله، والدفع نحو إنهاء المشروع النووي الإيراني عبر حرب الـ12 يوما، وقلل بشكل كبير من قدرة حركة حماس على إطلاق صواريخها على تل أبيب والمدن الوازنة وبالتالي كل ذلك رصيد له".
واستبعد نزال أن يستمر الإسرائيليون برؤية ترامب وأن يوقفوا الحرب على غزة، لأنه "من المبكر للغاية الحكم على قبول حركة حماس بشكل عام بالخطة وتعاطي الإسرائيليين معها، وبالتالي نتنياهو لن يخسر كثيرا، وهو ذاهب لتنفيذ أولى بنود الخطة من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ليمتص غضب الشارع وعائلات الأسرى والحد من الضغط الكبير الذي مورس عليه في الماضي، وبالتالي سيحظى بثقة الشارع الإسرائيلي، وهذا ليس معناه الحصول على العدد الأكبر من الأصوات ولكن سيكون في مراكز متقدمة في أي انتخابات قادمة".
فيما يوضح المحلل السياسي الفلسطيني، زيد نعيم الطوباسي، أن "نهاية الحرب ونجاح خطة ترامب، التي تشمل خروج حركة حماس من الساحة السياسية وتسليم أسلحتها، ستضع نتنياهو في موقف صعب. ويأتي هذا في سياق تصريحات جديدة للقيادي في حماس، موسى أبو مرزوق، التي اعترف فيها لأول مرة بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني".
وأرجع الطوباسي ذلك في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى أن "كل الذرائع التي يسوّقها نتنياهو من أجل استمرار هذه الحرب والإفلات من التهم المنسوبة له حول الكثير من الجرائم، لضمان عدم إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، ولكن بعد وقف الحرب وإنهاء تبادل الرهائن والذهاب إلى مستقبل اليوم التالي في قطاع غزة وتسليمه للجنة مستقلة من الخبراء والتكنوقراط تحت إشراف السلطة الفلسطينية، لن يكون أمام نتنياهو أوراق تجعله يتهرب من المحاكمة وإجراء انتخابات بالداخل الإسرائيلي".
ويشدد الطوباسي على أن "نتنياهو هو الأقوى بالداخل الإسرائيلي ويمثل حقيقة العقلية اليمينية هناك، والمعارضة التي تقف أمامه، عبارة عن ظواهر صوتية لا تستطيع أن تغيّر شيئا من المشهد الإسرائيلي حتى هذه اللحظة".
وأردف الطوباسي أن "نتنياهو يُنظر إليه بالداخل لاسيما من اليمين على اعتبار أنه بطل قومي واستطاع ضرب إيران وتفكيك ميليشيا حزب الله وإخراج حركة حماس من المشهد السياسي في ظل ائتلافه القوي، والاتجاه في الشارع الإسرائيلي بالفترة الحالية يميل إلى اليمين المتطرف لاسيما في النظرة إلى الفلسطينيين والعرب".
واستكمل، أن "نتنياهو سيفتح عليه باب مرحلة جديدة في ظل عدم استطاعة التكهن بنتائج أي انتخابات مبكرة إن حدثت أو جرت في موعدها عام 2026، لكن حتى اللحظة، يحكم هو وائتلافه الأقوى بالداخل الإسرائيلي ولديه أكثر من ثلثي الكنيست وبالتالي المؤسسة التشريعية في يده ورهينة لقراراته ونفس الحال المؤسسة العسكرية بصرف النظر عن وجود عرائض وخلافات، لكن هناك التزاما داخلها تجاه خطط نتنياهو".
وبحسب الطوباسي فإن النقطة الأهم في مستقبل نتنياهو مرتبطة بالعلاقة القوية مع الإنجيليين بالولايات المتحدة الذين يمثلهم ترامب، وبالتالي فهو قريب من البيت الأبيض وهو الطفل المدلل للكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
وبدوره، يقول الخبير في العلاقات الدولية، عصمت منصور، إن "هذه الخطة ستحسم مستقبل نتنياهو السياسي، وسيأخذها كرافعة للذهاب إلى انتخابات مبكرة لصالحه خاصة إذا نجح في إعادة كل الأسرى في مراحل سريعة".
ويوضح منصور، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "القضاء على أي دور لحركة حماس في غزة يُعد هدفًا رئيسيًا للحرب، ويمكن لنتنياهو استخدامه كبرنامج سياسي في الانتخابات المقبلة".
لكن، يشير منصور أيضًا إلى أن "موافقة حماس على أي خطة سلام قد تؤدي إلى سقوط حكومة نتنياهو، خاصة إذا انسحب وزيران من اليمين المتطرف، مثل سموتريتش وبن غفير، قبل إتمام الصفقة. في هذه الحالة، سيعتبر ذلك فشلاً من جانبه، مما يقلل من حظوظه السياسية في المستقبل".
ويؤكد أن "نتنياهو كان يراهن على الجمود والانحياز الأمريكي له بشكل خاص بالتنسيق العالي بينه وبين ترامب لتعزيز أوراقه وقدرته بالسيطرة على كل أوراق اللعبة".