رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
رجّح خبراء أن يفتعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حربًا جديدة بعد غزة للهروب من المحاكمة، ولإعادة تجميع قاعدته السياسية حوله عبر استثارة المخاوف الأمنية.
وفي ظل مؤشرات على اقتراب نهاية الحرب الدامية في غزة، يتساءل مراقبون ومحللون إن كانت إسرائيل، بقيادة نتنياهو، قادرة فعلًا على العيش في حالة "اللاحرب".
فبينما يقترب اتفاق سياسي رعته الولايات المتحدة من التبلور، تشير تحليلات خبراء إلى أن نتنياهو لا ينوي التوقف، وأن وجهته القادمة قد تكون جبهات إقليمية أخرى، فبالنسبة لرجل يتغذى سياسيًا على الحروب، قد تمثل التهدئة خطرًا وجوديًا على بقائه في السلطة.
وفاجأت حماس الجميع برد "مرن"، خالٍ من التعهدات الأساسية التي تطالب بها إسرائيل والولايات المتحدة، مثل نزع السلاح، أو نفي القادة، أو تسليم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، حيثُ وصفت الحركة ردها بأنه "مبدئي" على خطة ترامب، مرفقة ذلك بتصريحات تشير إلى نيتها التفاوض لاحقًا حول التفاصيل.
وبحسب محللين، فإن الضغوط الأمريكية نجحت في دفع إسرائيل نحو قبول تهدئة في غزة، لكن هذه الخطوة لم تكن جزءًا من رغبة سياسية إسرائيلية بقدر ما كانت استجابة لحسابات استراتيجية فرضتها واشنطن.
ورأى أستاذ علم الاجتماع السياسي بدر الماضي أن تل أبيب قد تنكفئ عن التصعيد في غزة، لكنها لن تتخلى عن طموحاتها الإقليمية.
وأكد لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل ستسعى لتعويض خسارة غزة عبر جبهات أخرى، وعلى رأسها الجنوب اللبناني والعراق واليمن، حيث توجد قوى مرتبطة بإيران مثل حزب الله والحوثيين والميليشيات العراقية.
وبيّن الماضي أن أكبر عقبة أمام أي تهدئة شاملة في المنطقة ليست فقط في سلوك حماس أو سلاحها، بل في اليمين الإسرائيلي نفسه، فالتيارات الدينية والقومية المتطرفة داخل إسرائيل لا ترى في التسويات السياسية خيارًا استراتيجيًا، بل تعتبر أن الصراعات هي الوسيلة الأنجع لتحقيق أهدافها الأيديولوجية والتوسعية.
وأشار إلى أن نجاح خطة ترامب رغم ميلها لصالح إسرائيل قد يُنظر إليه على أنه تهديد لهذه التيارات إذا أدى إلى فرض تهدئة نسبية أو ترتيبات أمنية لا تتفق مع طموحاتها، وهذا بدوره سيُترجم إلى ضغوط على نتنياهو قد تطيح به سياسيًا.
بدوره رأى المحلل السياسي بلال العضايلة، أن نتنياهو "لا يستطيع التعايش في حالة اللاحرب"، مضيفًا أن البيئة الأمنية المتوترة تمنح نتنياهو شرعية الاستمرار وتبعد عنه شبح المحاكمة.
وأكد أن نتنياهو يدرك أن فقدان التوترات يعني فقدان الحاضنة السياسية التي تدعمه، خصوصًا من اليمين المتطرف.
وذهب العضايلة إلى أن أقرب السيناريوهات يتمثل في افتعال نتنياهو لأزمة أمنية جديدة، سواء عبر ضربات ضد إيران، أو تصعيد مع حزب الله، أو حتى عمليات محدودة في الضفة الغربية، مبينًا أن الهدف من ذلك ليس فقط الهروب من المحاكمة، بل إعادة تجميع قاعدته السياسية حوله عبر استثارة المخاوف الأمنية.
من جهته، رجّح المحلل السياسي محمد الشياب أن تكون إيران الوجهة التالية لإسرائيل، موضحًا أن نتنياهو مرتبط وجوديًا باستمرار الحرب.
وذكر أن نتنياهو إذا خرج من ملف غزة وعاد إلى الداخل فسيجد نفسه في مواجهة مباشرة مع ملفات الفساد، ما قد يعني نهايته السياسية وربما سجنه.
وأضاف الشياب أن بقاء نتنياهو في السلطة مشروط بخلق تهديد دائم وهو ما يجعل من احتمال فتح جبهة ضد إيران أو أحد وكلائها في لبنان أو اليمن أو العراق، أمرًا واردًا بل متوقعًا.
ووفق مقربين من نتنياهو فقد أكد أنه فوجئ بإعلان ترامب قبول حماس خطته، معتبراً أن رد الحركة هو رفض واضح لخطة ترامب، وعبّر في اجتماع، ليل الجمعة، عن ضرورة التنسيق بين إسرائيل وأمريكا في ما يخص الحرب على غزة والمفاوضات.
وتضمن رد حماس على خطة ترامب: "نعلن الموافقة على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب ومع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل، وفي هذا السياق تؤكد الحركة استعدادها للدخول فوراً من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل ذلك".
وختم البيان بالقول إن "ما ورد في مقترح الرئيس ترامب من قضايا أخرى تتعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة فإن هذا مرتبط بموقف وطني جامع واستناداً إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، وتتم مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه وستسهم فيه بكل مسؤولية".