رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي

logo
العالم العربي

"شيطان التفاصيل" وغموض الرد.. هل منحت خطة ترامب دورا سياسيا لحماس في غزة؟

آثار الدمار جراء استمرار الحرب في غزةالمصدر: (أ ف ب)

فيحاء شلش

تتوالى ردود الفعل السياسية بعد موافقة حركة حماس، أمس الجمعة، على الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤخراً لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

ورغم أن الحركة طلبت توضيحات حول عدة بنود ولم تتطرق لبنود أخرى، إلا أن بيانات الدول المرحبة بموقفها عكست ارتياحاً عربياً ودولياً لما وُصف ببداية طريق لإنهاء الحرب ووضع خطط عاجلة لتطبيق البنود بعد التفاوض والتفاهم عليها.

كما تشير التعليقات الأولية لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد موافقة حركة حماس، إلى قرب انفراجة في ملف إنهاء الحرب وبدء الحديث عن ملفات كانت تُعتبر عالقة طيلة العامين الماضيين.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

"كل الاحتمالات مفتوحة".. ترامب يحذر حماس من أي تأخير

عهد سياسي جديد

وجاءت موافقة حركة حماس على الخطة واستعدادها الدخول في مفاوضات حول تطبيق بنودها مع قرب مرور عامين على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، علي الأعور، لـ "إرم نيوز"، إن الحركة قدمت رداً بمنتهى الذكاء والدبلوماسية، وقالت نعم للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، الأحياء منهم والأموات، "وهذا كل ما يريده ترامب الذي يتطلع للحصول على جائزة نوبل للسلام"، وقام بترجمة بيان حركة حماس بالحرف والكلمة.

وأوضح أن الرد الإيجابي جاء بعد أن أدركت حماس حجم الضغط الإقليمي والدولي، وكانت خياراتها محدودة جداً أمام سياسة التدمير والإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وأشار: "الرد كان مفاجئاً لنتنياهو الذي تلقى تعليمات من ترامب بوقف العمليات العسكرية في قطاع غزة، فأعطى نتنياهو تعليماته لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي بوقف الهجمات العسكرية والإيعاز لسفر الوفد المفاوض للقاهرة خلال الأيام القادمة".

ولفت الأعور إلى أن نتنياهو ربما يريد تنفيذ جزء من بنود الصفقة، لكن حماس لم تتطرق لنزع سلاحها، وفي نفس الوقت تطرقت لنقطة مهمة مفادها بأنه لا مكان لتوني بلير، بل ستكون هناك حكومة تكنوقراط فلسطينية بشراكة سياسية فلسطينية، بالتالي تضمن لها وجوداً سياسياً وشراكة في إدارة غزة.

خطاب سياسي جديد

وتابع أن "كل ما يريده ترامب قدمته حماس، وهذا ما كان يهم الرئيس الأمريكي، فحماس نجحت دبلوماسياً ودولياً، وحول بقية النقاط هناك مفاوضات ستستمر، وبوقف العمليات العسكرية حتى إنهاء المفاوضات تكون حماس ضمنت مساحة من الوقت وتناور سياسياً".

وحسب رأيه، فإن الحركة ستتجه للحضور السياسي أكثر منه العسكري وبخطاب سياسي جديد، معتبراً أنه على السلطة الفلسطينية أن تقرأ رد حماس بشكل جيد وأن تفتح معها قناة حوار للاتفاق على الحكومة الفلسطينية الجديدة لقيادة المرحلة القادمة بشراكة فلسطينية كاملة.

وأضاف: "يجب أن تكون هذه هي نهاية فترة الانقسام والدخول في مرحلة جديدة عنوانها الخطاب السياسي الذي يضمن ويحافظ على الهوية الفلسطينية ويستثمر التسونامي الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين".

أخبار ذات علاقة

عناصر من حركة حماس في قطاع غزة

"حماس": جاهزون لبدء المفاوضات فوراً ومصر ستستضيف مؤتمراً فلسطينياً

خطة تصفية

أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس أمجد شهاب، اعتبر أن الخطة ببنودها العشرين "ملغومة"، لأن الهدف العربي والإسلامي كان وقف المجازر وإدخال المساعدات ومنع التهجير، لكن تم استغلال هذه النقاط وإضافة بنود أخرى.

وقال شهاب لـ "إرم نيوز" إنه تمت إضافة بنود مثل تجريد حركة حماس من السلاح ووصاية دولية على قطاع غزة وعدم انسحاب الجيش الإسرائيلي، أي إبقاء قطاع غزة تحت السيطرة الإسرائيلية والتحكم به، ولم يتم تحديد مسألة التهجير.

وأضاف: "منع التهجير يعتمد على توفر مقومات الحياة التي لم تعد موجودة في قطاع غزة، فالتهجير حينها لا يكون طوعياً بل قسرياً".

تجربة شبيهة بأوسلو

وأشار إلى أن البنود كلها تشبه بنود اتفاق مبادئ أوسلو، وكل بند بحاجة إلى اتفاق، مبيناً أن لدى الفلسطينيين تجربة مريرة مع إسرائيل منذ 33 عاماً فيما يتعلق بالاتفاقيات.

وتابع أنه: "رغم أن النقاط كلها في إطارها العام لصالح إسرائيل، لكن أعتقد أنه بعد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين فإن موضوع الالتزام لن يكون موجوداً، وأي اتفاق أو مقترح يحتاج إلى مرجعية قانونية وسياسية، بينما في مقترح ترامب لا يوجد ذلك ولا أي ضمانات تمنع إسرائيل على الأقل من البقاء في قطاع غزة".

وأضاف شهاب: "من الصعب جداً أن يمر هذا الاتفاق، لأنه مقابل وقف القتل وإدخال الغذاء والمساعدات سيكون تنازل الفلسطينيين عن حقوقهم، ما يعني تقليص القضية الفلسطينية من قضية شعب يبحث عن دولته وحقوقه إلى قضية إنسانية فقط" وفق تعبيره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC