أكد محللون سياسيون أن سقوط النظام السوري ستكون له ارتدادات قوية في الداخل اللبناني.
وأشار المحللون إلى أن هذا السقوط سيخلط أوراق التحالفات والولاءات السياسية، وبشكل خاص ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة، مع تراجع متوقع للقوى السياسية التي كانت تتلقى الدعم من سوريا وإيران.
وقالت الدكتورة زينة محمود الباحثة في الشأن اللبناني إن ما حصل في سوريا سيكون له تأثير مباشر في الداخل اللبناني، ربما بمستوى التأثير نفسه في الداخل السوري.
وأضافت أن "الواقع السياسي في لبنان مبني على العلاقة العضوية مع سوريا، وتحكم النظام السوري بقرار عدد ليس بقليل من السياسيين اللبنانيين، تحول إلى أمر واقع استمر إلى اليوم، وتعزز مع دخول العامل الإيراني ودعمه للنظام السوري الذي تزامن مع ظهور حزب الله في لبنان".
وأضافت الباحثة في الشأن اللبناني لـ "إرم نيوز" أن الأحزاب اللبنانية الأساسية الموالية سابقًا للنظام السوري كحركة أمل وحزب الله استطاعت على مدى العقود الماضية توسيع رقعة سيطرتها السياسية من خلال تحالفات مع سياسيين وكتل منوعة التوجهات والطوائف، ومعظمهم قبل بهذه التحالفات، إما خوفًا من المعارضة، وإما طمعًا بالحصول على مكاسب ونفوذ ومناصب عالية.
وتابعت: "لكن اليوم فإن هذه المنظومة ستنهار دون شك بعد فقدان عامل القوة الأساسي، وعدم القدرة على التحكم بالمسارات السياسية، وسيبتعد معظمهم عن دائرة الضوء ولو لفترة من الوقت حفاظًا على ما تبقى من نفوذ لهم".
وأردفت أن "أكبر الخاسرين سيكون حزب الله الذي لا يرتبط فقط بالنظام السوري، بل أيضًا بإيران التي تراجع نفوذها هي الأخرى، وهو ما سيؤدي إلى ظهور أصوات معارضة له من الطائفة الشيعية التي قد تؤثر بشكل مباشر في قدرته السياسية، ومستقبلًا ستضعف حضوره الوزاري، وبعدها إضعاف كتلته النيابية".
من جهته، أكد المحلل السياسي عبد النبي بكار أن الزلزال السياسي الذي حصل في سوريا سيرتد في الداخل اللبناني بشكل كبير، خاصة ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، حيث فقد "الثنائي الشيعي" أي حركة أمل وحزب الله أوراق الضغط التي كانوا يمتلكونها، والتي مكنتهم خلال العقود السابقة التحكم بأسماء المرشحين للرئاسة، بل وإيصال أسماء بعينها دون الأخرى.
وأضاف: "أما اليوم فالمجال أصبح مفتوحًا أمام الجميع للترشح، بل حتى إن إمكانية أن تستطيع المعارضة إيصال مرشحها يبدو أمرًا واردًا جدًّا".
وأشار إلى أن "المرشح الأوفر حظًّا كان مرشح الحزب والحركة وهو سليمان فرنجية النائب السابق وزعيم تيار المردة الموالي لحزب الله والصديق المقرب للرئيس السوري السابق، وبعد ما حصل في سوريا فإن حظوظ انتخابه باتت شبه معدومة، ولم يعد بإمكان حزب الله وحركة أمل الدفع بترشيحه، والضغط على الكتل الأخرى والنواب المستقلين لإيصاله للكرسي الرئاسي".
وبين بكار أنه "لا يزال الوقت مبكرًا للحديث عن مرشحي الرئاسة اللبنانية بعد التطورات المتلاحقة، ومن دون شك ستعود المحادثات والمفاوضات إلى نقطة الصفر، ليعاد طرح الأسماء من جديد وإجراء الصفقات الداخلية بانتظار الوقوف على الآراء والإيعازات الآتية من الخارج للتوصل إلى تسمية مرشح أو أكثر".
وأردف: "بالتالي فإنه قد يكون من الصعب في الوقت الحالي إجراء جلسة الانتخاب المقررة يوم التاسع من شهر كانون الثاني/ يناير من العام القادم مع ترجيح ترحيلها إلى حين التوصل لاتفاق يرضي الجميع".