أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقچي، مباحثات موسّعة في مسقط مع وزير الخارجية العُماني بدر البوسعیدي، تناولت تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات الملف النووي الإيراني، إضافة إلى جهود خفض التوتر في المنطقة.
وأكد البوسعیدي بحسب بيان للخارجية الإيرانية، عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين، مشيرًا إلى استمرار التنسيق المشترك بشأن التحولات الإقليمية والدولية، ولا سيما ما يتصل بالبرنامج النووي الإيراني ذي الطابع السلمي.
ووصل عراقجي إلى مسقط على رأس وفد دبلوماسي في إطار جولة مشاورات إقليمية مع دول الجوار، حيث شدّد خلال لقائه مع نظيره العُماني على أهمية توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وتعزيز الشراكة في الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وبحث الجانبان تطورات الأوضاع في المنطقة، مع التركيز على تداعيات استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان، إضافة إلى الأزمات التي تمس أمن واستقرار الشرق الأوسط.
وأشاد وزير الخارجية الإيراني بالدور العُماني في دعم مسار التفاهمات المرتبطة بالملف النووي والمبادرات التي طرحتها مسقط خلال السنوات الماضية.
وتأتي زيارة عراقجي في سياق تحركات دبلوماسية إيرانية تهدف إلى تنسيق المواقف مع الدول الصديقة وتعزيز الحوار بشأن القضايا الإقليمية الحساسة، وفي مقدمتها جهود تهدئة التوتر ومعالجة الملفات العالقة مع القوى الدولية.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، أن عراقجي سيتوجّه من مسقط إلى العاصمة الهولندية لاهاي، للمشاركة في الاجتماع السنوي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وذلك بعد حضوره "مجمع مسقط" الإقليمي.
وقال بقائي، إن زيارة عراقجي إلى عُمان تأتي للمشاركة في المجمع الذي ينعقد بمشاركة واسعة من مسؤولين إقليميين ودوليين، مؤكدًا أن جدول الزيارة يشمل أيضًا لقاءً ثنائيًّا مع وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي.
وأضاف بقائي أن مشاركة إيران في اجتماع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحظى بأهمية خاصة، بوصفها «أكبر ضحية للأسلحة الكيميائية في القرن العشرين»، مشيرًا إلى أن الوفد الإيراني سيعرض مواقف طهران بشأن التزامات المنظمة والتحديات القائمة.
وكشف أن معاون وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب آبادي، أجرى خلال الأسبوعين الماضيين زيارات إلى كلٍّ من أفغانستان والسعودية، مبينًا أن طهران ستواصل تحرّكاتها الدبلوماسية خلال الأسابيع المقبلة في منطقتي القوقاز وآسيا الوسطى، إضافة إلى أفريقيا، من خلال زيارات واتصالات رسمية مرتقبة.