logo
العالم العربي
خاص

بابنوسة على وشك السقوط.. "الدعم السريع" تحاصر العمق الاستراتيجي لقوات بورتسودان

عناصر من قوات الدعم السريع المصدر: أ ف ب

ذكرت مصادر عسكرية مقرّبة من قوات الدعم السريع أن معركة بابنوسة دخلت مرحلة حاسمة، مؤكدة أن المدينة تمثل آخر عمق استراتيجي حاسم لقوات بورتسودان في المناطق المتاخمة لدارفور، وأن سقوطها سيُعيد رسم خريطة السيطرة في إقليم كردفان بالكامل.

وأوضحت المصادر في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن أهمية بابنوسة العسكرية جعلت الفرقة 22 تُعد خط الدفاع الأول عن قوات بورتسودان في المنطقة، غير أن المعطيات الحالية تشير إلى أن قدرتها على الصمود باتت محدودة، وسط توقعات بترجيح كفة الدعم السريع خلال أيام قليلة.

خطوة استراتيجية

وتمثّل مدينة بابنوسة عمقاً إستراتيجياً مهماً لقوات بورتسودان بحكم موقعها داخل كردفان، وكونها آخر نقطة تمركز عسكري له في المناطق المتاخمة لدارفور. 

أخبار ذات علاقة

طائرة تابعة لقوات بورتسودان

قوات بورتسودان تقر بمشاركة طيارين مرتزقة في حربها ضد "الدعم السريع"

وأشارت المصادر ذاتها،  إلى أن تمسّك قوات بورتسودان ببابنوسة لم يكن مجرد وجود عسكري، بل كان خطوة استراتيجية تهدف إلى استنزاف قوات الدعم السريع، وإبطاء زحفها نحو ولايات الشمال والنيل الأبيض، لتجنّب سيناريو محاصرة قواته داخل ولاية الخرطوم.

وبحسب المعطيات المتوفرة حالياً، لا يبدو أن قوات بورتسودان قادرة على التمسّك طويلاً بالفرقة 22 بابنوسة، إذ إن التحصينات فيها أقل بكثير ممّا كان عليه الوضع في نيالا أو الفاشر.

وتُرجّح المصادر أن تكون الغلبة لقوات الدعم السريع، وأن تتمكّن من حسم المعركة وتحرير الموقع في غضون أيام قليلة. 

حائط صد منطقة الشمال 

من جانبه، قال مستشار قائد قوات الدعم السريع، يعقوب عبد الكريم النورين، إن اشتداد المعارك مع قوات بورتسودان في بابنوسة، لأن الأخيرة لا تريد أن تنتقل الحرب إلى الشمال، لذلك تحاول أن تسيطر على مناطق بارة وأم سيالة لتخفيف الضغط عن منطقة الأبيض وبالتالي فك حصارها.

وأضاف النورين لـ "إرم نيوز" أن قوات بورتسودان تجمع كل المرتزقة من دول أخرى لفك حصار الأبيض، مشيراً إلى أن لهذا السبب المعارك محتدمة.

 كما أشار إلى أن منطقة كردفان مهمة واستراتيجية، لما فيها من موارد كثيرة أهمها النفط، وبالسيطرة على مدينة بابنوسة وانتقال المعارك إلى الأبيّض، فإن هذا يهدد الحقول النفط التي تغذي قوات بورتسودان.

ولفت إلى أن قوات بورتسودان تحاول بكل الطرق عدم وصول المعارك إلى مناطق الشمال وإلى الخرطوم ووسط السودان، وإشغال الدعم السريع في بابنوسة.

وأكد المستشار السوداني أن "مدينة بابنوسة قيد التحرير من قبضة جيش الحركة الإسلامية"، لافتاً إلى أن الخطوة القادمة ستكون باتجاه إقليمي الوسط والأبيّض، بحسابات استراتيجية قوية للإطباق على إقليم كردفان كله، إضافة إلى دارفور بشكل كامل، ثم التخلص من الجيوب الموجودة في كردفان والمناطق الأخرى.

الأبيّض.. المحطة التالية

بينما يرى الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، صلاح حسن جمعة، أن بابنوسة تعد آخر مدينة وفرقة لقوات بورتسودان في ولاية غرب كردفان/ وهي منطقة استراتيجية تتواجد فيها الفرق 22، ومحاصرة من بداية الحرب ويتم دعمها بالإسقاط من بداية الحرب. وتحاول قوات بورتسودان الحفاظ عليها بأي وسيلة إلى أن يفك حصارها عبر معارك شمال كردفان الأبيّض.

وأضاف جمعة لـ "إرم نيوز" أن أهمية بابنوسة بالنسبة للدعم السريع أنها آخر مدينة إذا أسقطها يكون سيطر على ولايات دارفور وولاية غرب كردفان بالكامل، وهي لها أهمية أيضاً كولاية يتواجد بها حقل هجليج للبترول. 

كما أوضح أن قوات بورتسودان تقاتل على حدود غرب كردفان مع شمال كردفان في مناطق كازقيل وأم صمية لاستعادة ولاية غرب كردفان أما بالنسبة لمدينة بابنوسة كمدينة تقع في الجنوب الغربي لولاية غرب كردفان، حيث تبعد من الأبيض حوالى 500 كيلو متر.

وعن أهمية بابنوسة، أشار الخبير إلى أنها منطقة معزولة وبعيدة جداً من مناطق سيطرة قوات بورتسودان الأخرى، وإذا سقطت وهذا الاحتمال الأكبر، فستتحول المعارك إلى مدينة الأبيّض أو حقل هجليج للبترول الذي تسيطر عليه قوات بورتسودان في الحدود مع جنوب السودان الذي يحرسه لواء من تلك القوات.

ولفت إلى أن من الوارد جداً أن تتحول المعارك منطقة الأبيّض حيث يتواجد الدعم السريع في الاتجاه الغربي منها، حوالي 20 كيلومتراً في مدينة أبو قعود والجنوب الغربي، كازقيل 30 كيلومترًا، ما يعني أن الدعم السريع يحاصرها من اتجاهين. 

وتجري معارك عنيفة بين قوات الدعم السريع وبورتسودان التي تحاول استعادة بارا وأم سيالة لفك حصار الأبيض بالاتجاه الشرقي، كما يشير جمعة إلى أن بارا منطقة استراتيجية لربط الطريق بين العاصمة ومدين الأبيّض التي يسيطر عليها الدعم السريع.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC