logo
العالم العربي

مهاجرو أفريقيا.. ورقة الحوثيين البديلة لتجاوز الحصار و"تحريك الخبراء"

مهاجرو أفريقيا.. ورقة الحوثيين البديلة لتجاوز الحصار و"تحريك الخبراء"
مسلحون يتبعون مليشيا الحوثي في اليمنالمصدر: (أ ف ب)
09 يونيو 2025، 10:55 ص

عقب الضربات الإسرائيلية المكثّفة التي شلّت ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي، تتجه ميليشيا الحوثيين مجددا نحو شبكات التهريب غير الشرعية، عبر تأهيل المئات من المهاجرين الأفارقة في اليمن، بهدف إحياء مساراتها السرّية وتحريك عناصرها رغم الحصار المتزايد.

وفي ظل تعطّل المنافذ، كثّفت الميليشيا من استغلال تدفّق المهاجرين القادمين من القرن الأفريقي إلى السواحل اليمنية، عبر تجنيد بعضهم ضمن شبكات تهريب معقّدة، تُستخدم كقنوات بديلة لتسهيل تنقلات قياداتها والخبراء الأجانب بين اليمن والعالم الخارجي.

 وخلال شهر مايو/أيار الماضي، دمّرت المقاتلات الإسرائيلية عبر هجماتها المتكررة، أربع طائرات اختطفها الحوثيون من شركة الخطوط الجوية اليمنية، واستخدموها لتسيير الرحلات الجوية المدنية من مطار صنعاء الدولي إلى الخارج، إلى جانب ضربات أخرى عنيفة طالت موانئ الحديدة المطلّة على مياه البحر الأحمر، تسببت في توقف خدمات الميناء الرئيس وتعطّل تدفق الإمدادات.

معسكرات للتهريب

وقال رئيس منظمة "رصد للحقوق والحريات"، عرفات حمران، في حديثه الخاص لـ"إرم نيوز"، إن الحوثيين كانوا يستخدمون مطار صنعاء الدولي في تنقل قياداتهم ومغادرة جرحاهم إلى الخارج، فضلا عن تحركات الخبراء الإيرانيين الذين كانوا يتنقلون بجوازات سفر يمنية مزوّرة، صادرة من صنعاء.

وذكر حمران، أن ميناء الحديدة أصبح حاليا في وضع شبه مغلق، في ظل أهميته كشريان رئيس للحوثيين، إضافة لإجراءات الرقابة المشددة على سواحل البلاد، وسط تواجد للقوات الأمريكية والبريطانية في باب المندب، التي تمكّنت خلال الفترة الماضية من ضبط الكثير من سفن الأسلحة.

وأكد بأنه مع خسارة الحوثيين لهذين المنفذين، لم يعد أمامهم سوى طرق التهريب عبر المهاجرين الأفارقة، وهو ما استدعى اهتمام الميليشيا على مدى سنوات بعلاقتها مع بعض الأطراف في أفريقيا، كحركة الشباب الصومالية، استعدادا لمثل هذا اليوم.

وبحسب حمران، فإن الحوثيين جنّدوا الكثير من المهاجرين الأفارقة، في معسكر مخصص لشبكات وطرق التهريب المتبادلة بين مناطق سيطرة الميليشيا والصومال، وأنشئ هذا المعسكر في محافظة صعدة، وسبق أن استهدفته الغارات الأمريكية أواخر إبريل/ نيسان الماضي؛ ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.

وشدد على أهمية حماية المهاجرين وعدم استغلالهم لصالح المعسكر الحوثي، ومعاملتهم وفق القوانين الإنسانية، طبقا لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1951 المعنية باللاجئين التي وقّع عليها اليمن، وبروتوكولها الملحق الذي ألغى القيود الجغرافية والزمنية من الاتفاقية.

خلايا في أفريقيا  

وفي فبراير/شباط المنصرم، بثّت القوات الحكومية في الساحل الغربي، فيديو لاعترافات أحد الإريتريين المجندين لدى ميليشيا الحوثيين، بعد وقوعه في قبضة قوات "المقاومة الوطنية"، كشف فيه عن تمكن الحوثيين من إنشاء خلايا في منطقة قبائل العفر المنتشرة في القرن الأفريقي، بعد وعود إيرانية بدعم مالي وعسكري لاستقلال الإقليم عن جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا.

وبيّن المجنّد "على أحمد محمد يعيدي"، أن الحوثيين افتتحوا معسكرات لأبناء إقليم العفر في مناطق سيطرتهم، بهدف تأهيلهم طائفيا وعسكريا، وإعادتهم لاحقا إلى بلدانهم لتشكيل حركة سرّية مسلحة.

وفي تقريرهم المقدم إلى مجلس الأمن الدولي، أكد خبراء الأمم المتحدة في اليمن، في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، استغلال الحوثيين للمهاجرين الأثيوبيين غير الشرعيين، وإجبارهم على الانضمام إلى صفوف الميليشيا والقتال ضد القوات الحكومية، والانخراط في الاتجار بالمخدرات.

ويشير التقرير إلى تنامي العلاقة بين الحوثيين وحركة "الشباب المجاهدين" في الصومال، مع تزايد أنشطة تهريب الأسلحة غير المشروعة بين الجانبين، بشكل يهدد السلام والأمن في اليمن والمنطقة.

نقطة ارتكاز

من جهته، يعتقد المحلل السياسي، علي البخيتي، أن تمكّن الحوثيين من الوصول إلى الضفّة الأخرى للبحر الأحمر، وإيجاد موطئ قدم لهم في الجهة المقابلة لليمن، يوفر لهم نقطة ارتكاز لوجستية، تسهّل عمليات التهريب بمختلف أنواعه، عند اندلاع أي مواجهة، سواء كانت على الصعيد الداخلي أو مواجهة إقليمية أو دولية.

وأشار في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن السواحل الأفريقية تتحول في مثل هذه الظروف إلى محطات مؤقتة لاستلام الشحنات، قبل أن يتم تهريبها إلى الداخل اليمني بسرعة، مستفيدة من قرب المسافة.

وأضاف البخيتي، أن توسع الحوثيين في علاقاتهم مع جماعات مسلحة ناشطة قرب القواعد الأمريكية والدولية في القرن الأفريقي، يفتح الباب أمام تنفيذ عمليات استهداف محتملة، خاصة في حال تشكيل تحالف دولي جديد بمهمات هجومية أوسع ضد الحوثيين، خلال المرحلة المقبلة.

نهج إيراني

ويرى محلل الشؤون الأمنية، عاصم المجاهد، إن التقارب المتزايد بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن وحركة الشباب الصومالية في القرن الأفريقي، "لا يمكن فصله عن نهج إيراني للحرس الثوري، يقوم على توظيف الجماعات الإرهابية كأدوات مرنة لتحقيق النفوذ والتغلغل الاستراتيجي، حتى مع وجود اختلاف أيديولوجي ظاهري".

وقال المجاهد في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن علاقة الحوثيين مع هذه التنظيمات، سواء كانت كخطوة تكتيكية أو تفاهمات استراتيجية "فإنها تشبه تماما طريقة الحرس الثوري الإيراني في استثمار هذه التنظيمات في أفغانستان والعراق وسوريا".

وأكد أن هذه التحالفات "تسهم في إطالة أمد الصراعات وتدويلها، وتعزز من قدرة الجماعات المسلحة على تبادل السلاح والخبرة والغطاء اللوجستي".

وأشار إلى أن الفرص الوحيدة المتاحة اليوم لوقف التمدد الحوثي – الإيراني عبر البحر الأحمر، تكمن في تعزيز الشراكات الإقليمية مع حكومات دول القرن الأفريقي، وتطوير منظومات أمنية استخباراتية قادرة على تفكيك شبكات التهريب والتنسيق العملياتي.

أخبار ذات علاقة

سجن اليمن

فضيحة هروب مجرمين من سجون الحوثيين.. من المستفيد؟ (فيديو إرم)

 واعتبر المجاهد أن التهديد المتعدد الأطراف "يستدعي إعادة صياغة المقاربة الدولية لمكافحة الإرهاب، بحيث لا تقتصر على التنظيمات المصنّفة إرهابيا، بل تشمل أيضا الجماعات التي توظف الإرهاب سياسيا تحت غطاء الشرعية الثورية أو الدينية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC