"إنجاز لحماس".. الإعلام العبري يهاجم نتنياهو بسبب الهدنة الإنسانية

هاجمت عدة وسائل إعلام عبرية اليوم الأحد حكومة نتنياهو والجيش الإسرائيلي على مواقفهما من الهدنة الإنسانية الأخيرة في قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإغاثية، معتبرة ذلك نصرا وإنجازا كبيرا لحركة حماس، التي كانت تعاني تحت الضغوط الأمريكية والدولية عقب موقفها من المفاوضات.

وقادت "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" و"القناة 12" هذا الاتجاه، واعتبرته تغييرا جذريا مفاجئا في السياسة واعترافا بالفشل، وهذا هو أكبر إنجاز لحركة حماس منذ انتهاء وقف إطلاق النار، وفق تقديرها.

وأرجعت ذلك للضغوط الدولية المتصاعدة على إسرائيل لزيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بسبب حملة التجويع التي لا تزال تكذبها الرواية الرسمية الإسرائيلية.

تغيير جذري 

وقالت صحيفة "معاريف" إن توصيف الهدنة التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي بالتكتيكية لن يمررها؛ لأن هذا يمثل تغييرًا جذريًا في السياسة،

وحاول مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تبرير هذا التغيير بقوله، "سيواصل الجيش دعم الجهود الإنسانية على الأرض، إلى جانب العمليات والأنشطة الهجومية المستمرة ضد المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة، مع التأكيد على أنه مستعد لتوسيع نطاق العملية حسب الحاجة".

وأشارت التقارير العبرية إلى أنه في هذه الأثناء، تخشى حركة حماس من أن يُنفّذ الجيشان الإسرائيلي والأمريكي عمليات خاصة لتحرير رهائن من قلب قطاع غزة. ويأتي ذلك بعد انهيار المفاوضات وتصريحات مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين حول البحث عن بدائل.

وأكد الإعلام العبري أن هذه القرارات تم تنسيقها مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بعد نقاشات، وذلك في ضوء انتقادات الوزير إيتامار بن غفير اللاذعة. 

"ليس تنازلا"

وفي السياق ذاته، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ: "أؤيد سلسلة الخطوات الإنسانية التي أعلن عنها المستوى السياسي والجيش الإسرائيلي، بما في ذلك وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية". واعتبرها ضرورة، عملياتية، وسياسية، وإعلامية. في الأيام الأخيرة. 

وأضاف، "تلقيتُ استفسارات لا تُحصى من قادة، وأصدقاء لإسرائيل، وشخصيات إعلامية، وقادة يهود من جميع أنحاء العالم حول هذه القضية".

وأردف، "هذا ليس تنازلاً، بل هو جزءٌ ضروريٌّ من المجهود الحربي، حتى على الساحة الدولية، من أجل إعادة الرهائن وإعادة الأمن"، وأضاف، "هكذا نتميّز عن أولئك الذين ثاروا لتدميرنا. وليكن واضحاً، مسؤولية وضع سكان قطاع غزة تقع على عاتق حماس، فهي من بدأت الهجوم الوحشي، وهي من ترفض مقترحات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين من جحيم الأسر".

لقطات مقلقة 

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى لقطاتٌ مُقلقة من قطاع غزة الليلة الماضية، تُظهر حشودًا من الغزيين تُحيط بشاحنة تحمل مساعداتٍ إنسانية في منطقة موراج.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن مصادر في البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مُدركٌ للوضع الإنساني المُزري في القطاع، وأن هذا يُؤثر على قراراته.

وأفادت الصحيفة الأمريكية بأن ترامب لم يُصدر أي تصريحات علنية بشأن الوضع الإنساني في غزة خلال الأيام الأخيرة. ومع ذلك، صرّح مسؤول في البيت الأبيض للصحيفة بأن "ترامب رأى الصور ولم يُعجبه". 

تكليف ترامب 

وحسب قوله، كان هذا أحد أسباب تكليف الرئيس لمستشاره ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف بإيجاد "حلٍّ مُبتكر"، والذي اتضح لاحقًا أنه صندوق الإغاثة الإنسانية العالمي.

ونقلت "يديعوت أحرونوت"، الأنباء التي تشير إلى تواصل وفيات ناجمة عن الجوع في قطاع غزة. ومنهم 5 أشخاص بسبب سوء التغذية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

فيما ارتفع إجمالي عدد الوفيات في ظروف مماثلة إلى 127 حالة، بينهم 85 طفلاً. في الوقت نفسه، نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية مقالاً مطولاً نقلت فيه عن أطباء من غزة، تحدثوا عن الظروف الصعبة في ظل المجاعة.