ترامب: ستكون هناك عمليات مصادرة إضافية لناقلات نفط فنزويلية

logo
العالم العربي
خاص

"الميكانيزم" وعقدة "شمال الليطاني".. هل يدفع حزب الله لبنان نحو الانفجار؟

دورية للجيش اللبناني في جنوب لبنان

كشفت مصادر سياسية وعسكرية لبنانية أن الورقة التي سيحملها لبنان إلى اجتماع "الميكانيزم" الدولي لمراقبة تنفيذ التفاهم الأمني، تأتي في لحظة شديدة الحساسية، مع اقتراب البلاد من "نقطة اختناق" بين مسارين متناقضين؛ تهديد إسرائيلي متصاعد بحرب واسعة في حال عدم نزع السلاح شمال الليطاني، ورفض واضح من حزب الله لأي التزام يتجاوز جنوب النهر، رغم إدراكه أن هذا الرفض قد يفتح الباب أمام انفجار مواجهة شاملة.

وبحسب المصادر، فإن الورقة اللبنانية لا تُعد مجرد عرض تقني لما أُنجز ميدانيا، بل محاولة أخيرة لإعادة فرض قاعدة "الخطوة مقابل الخطوة"، عبر توثيق ما نفّذه الجيش اللبناني جنوب الليطاني، مقابل مطالب محددة بوقف الضربات الإسرائيلية، وتسهيل عودة الأهالي إلى القرى الحدودية، والانسحاب من المواقع التي لا تزال إسرائيل تحتفظ بها داخل الأراضي اللبنانية. 

أخبار ذات علاقة

جنود في الجيش اللبناني

تحت أنظار العالم.. الجيش اللبناني يبدأ توثيق عمليات تفكيك ترسانة "حزب الله"

إنجاز ميداني.. وحدود السياسة

ميدانياً، يؤكد مصدر عسكري لبناني لـ "إرم نيوز" أن الجيش تعامل مع ملف جنوب الليطاني باعتباره "اختباراً قابلاً للقياس والتدقيق"، ونفّذ انتشاراً واسعاً، ومداهمات لمخازن أسلحة، وتفكيك بنى عسكرية، إلى جانب إعداد توثيق ميداني مدعّم بالصور والمعطيات، جرى تحضيره خصيصا للاجتماعات الدولية.

ويقول المصدر إن الهدف كان "تحصين الموقف اللبناني، ومنع إسرائيل من استخدام ذريعة التقصير أو إعادة التموضع لتبرير التصعيد"، لافتاً إلى أن الجيش أنجز ما هو متاح له "ضمن الإمكانات المتوافرة وضمن الخطوط السياسية الحمراء الداخلية".

غير أن هذا الإنجاز، وفقاً لمصادر سياسية، تحدث إليها "إرم نيوز"، تحوّل سريعاً إلى مادة ضغط، إذ لم تُبدِ إسرائيل أي استعداد للتعامل معه كخطوة كافية، بل رفعت سقف مطالبها باتجاه شمال الليطاني، في وقت بدأ فيه "الميكانيزم" يفقد طابعه التقني ويتحوّل إلى أداة ضغط سياسي.

الجيش بين نارين

يصف المصدر العسكري وضع المؤسسة العسكرية بأنه "الأكثر تعقيداً منذ سنوات"، إذ يجد الجيش نفسه عملياً بين نارين؛ نار إسرائيل التي تلوّح بحرب واسعة و"مدمّرة" إذا لم يُفتح ملف شمال الليطاني فوراً، ونار حزب الله الذي يرفض أي نقاش جدّي حول نزع سلاحه شمال النهر، ويدير الملف بمنطق المناورة وكسب الوقت.

ويقول المصدر إن حزب الله، رغم معرفته بأن الإصرار على إبقاء شمال الليطاني خارج أي تفاهم سيُستخدم ذريعة إسرائيلية للحرب، يواصل سياسة التعطيل غير المعلن، عبر حصر أي التزام بالجنوب فقط، ورفض الانتقال إلى المرحلة الثانية تحت أي عنوان.

ويلفت إلى أن "الحزب يدرك تماماً خطورة هذا المسار، لكنه يراهن على عامل الوقت، وعلى الضغوط الدولية لكبح إسرائيل، ولو على حساب تعريض البلد لمخاطر كبرى"، مضيفاً أن هذا السلوك "يضع الجيش في موقع العاجز عن تقديم ضمانات حقيقية للمجتمع الدولي".

عقدة شمال الليطاني

تشير مصادر سياسية إلى أن إسرائيل لا تنظر إلى جنوب الليطاني كغاية بحد ذاتها، بل كمرحلة تمهيدية قبل الانتقال إلى ما تعتبره "العمق العسكري الحقيقي" لحزب الله شمال النهر، حيث يُعتقد أن البنية الصاروخية الأثقل والقدرات العملياتية الأساسية لا تزال قائمة. 

أخبار ذات علاقة

أنصار حزب الله

ما وراء "الميكانيزم".. هل يحسم "اجتماع الجمعة" مصير سلاح حزب الله؟

وبحسب تقديرات أمنية متداولة في بيروت، يتركز القلق الإسرائيلي على ترسانة صاروخية كبيرة، تشمل راجمات قصيرة ومتوسطة المدى، وقدرات محسّنة نسبياً من حيث الدقة، إضافة إلى مسيّرات هجومية واستطلاعية، ومنظومات مضادة للدروع، وبنى لوجستية وتحصينية تسمح للحزب بالاستمرار في القتال لفترات طويلة.

لكن المصدر العسكري اللبناني يحذّر من أن "الدولة لا تملك أدوات فرض نزع السلاح شمال الليطاني"، مؤكداً أن أي محاولة للذهاب في هذا الاتجاه بالقوة ستعني عملياً فتح مواجهة داخلية، وهو خيار غير مطروح سياسياً ولا أمنياً.

وفي هذا السياق، تقرأ مصادر سياسية التصعيد الإسرائيلي الأخير، الذي سبق اجتماع "الميكانيزم"، باعتباره رسالة ضغط مباشرة، هدفها دفع لبنان إلى تجاوز السقف الذي حدده لنفسه، وتحميل الجيش مسؤولية ملف لا يملك السيطرة الكاملة عليه.

 وتقول المصادر إن "إسرائيل لا تميّز بين الدولة والحزب، وتتعامل مع الجيش كعنوان وحيد للمحاسبة"، مشيرة إلى أن هذا النهج يزيد من هشاشة الموقف اللبناني، ويعمّق مأزق المؤسسة العسكرية.

زيارة نتنياهو والرهان الأمريكي

يزداد المشهد تعقيداً مع الحديث عن لقاء مرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في 29 ديسمبر الجاري. فوفقاً للمصادر السياسية، يسعى نتنياهو إلى استثمار اللقاء للحصول على غطاء سياسي يربط أي انسحاب إسرائيلي من الجنوب بفتح ملف شمال الليطاني عملياً، أو توسيع الضربات العسكرية إذا لم تُلبّ الشروط قبل نهاية العام.

في المقابل، تشير قراءات دبلوماسية إلى أن واشنطن لا ترغب بانفجار شامل في هذه المرحلة، لكنها تستخدم الضغط كأداة لتسريع التنفيذ، ما يضع حزب الله أمام خيارين أحلاهما مرّ؛ إما تقديم تنازل محدود يخفف احتمالات الحرب، أو الاستمرار في سياسة الرفض والمناورة مع ما تحمله من مخاطر.

3 سيناريوهات

تُجمع المصادر السياسية والعسكرية على أن ما بعد اجتماع "الميكانيزم" يفتح على 3 سيناريوهات؛ الأول، وهو الأكثر ترجيحا في حال تراجع التصعيد، يقوم على مقايضة تدريجية تتيح تثبيت ما أُنجز جنوب الليطاني مقابل تهدئة وانسحابات جزئية. ويتمثل الثاني في رفع إسرائيل سقف الاشتراطات، ما يعني توتراً مستداماً وضربات أوسع تحت سقف الحرب. أما الثالث، والأخطر، فهو انهيار المسار بالكامل، وعودة خيار الحرب كأداة ضغط نهائية، إذا استمر حزب الله في تعطيل أي تفاهم حول شمال الليطاني. 

أخبار ذات علاقة

عناصر ميليشيا حزب الله اللبنانية

حدّد "بنك الأهداف".. الجيش الإسرائيلي يتأهب لهجوم واسع على حزب الله

تختم المصادر السياسية بأن لبنان يحاول تحويل "إنجاز الجنوب" إلى شبكة أمان سياسية، فيما تزداد الضغوط الإسرائيلية، وتُفاقم مناورات حزب الله مأزق الدولة والجيش. وبين نار الحرب ونار التعطيل الداخلي، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يتجه لبنان إلى  تسوية متدرجة أم نحو الانفجار الكبير؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC