هيئة البث نقلا عن مصدر مقرب من نتنياهو: إسرائيل مستعدة لوقف احتلال غزة إذا عُرضت عليها صفقة حقيقية
على الرغم من دعم الإسرائيليين لرئيس وزرائهم في حملته ضد إيران، أثارت تحركات بنيامين نتنياهو، تكهنات خبراء استطلاعات الرأي والمحللين بأنه قد يسعى إلى استغلال هذه اللحظة والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن نتنياهو يجد صعوبة في التخلص من "الصورة النمطية"، التي يحملها عنه كثير من الإسرائيليين بعد رئاسة مثيرة للجدل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤخرا، ردًّا على سؤال عما إذا كان سيترشح مرة أخرى: "أنا هنا بناءً على دعوة"، مضيفًا أنه لديه "مهام عديدة، وطالما أعتقد أنني قادر على إنجازها، فسأنجزها".
وتابع نتنياهو، "لكن الأمر يعتمد على عامل واحد في نظامنا السياسي: الشعب". وفق ما نقلت عنه الصحيفة البريطانية.
وبيّنت الصحيفة أن تلك المساعي تأتي بعد أن أمضى نتنياهو معظم عقوده الأربعة في الحياة العامة يُحذّر من الخطر الجسيم، الذي تُشكّله إيران، وبعد إعلانه أن إسرائيل قد دمّرت البرنامج النووي الإيراني.
وأشارت إلى أنه بعد أن شنت إسرائيل حربها على إيران، بدا نتنياهو في كل مكان، فقد عقد مؤتمرات صحفية شبه يومية، وجال في مواقع الضربات الصاروخية الإيرانية.
وتُشير استطلاعات الرأي إلى أن الحرب حظيت بدعم أكثر من 80% من اليهود الإسرائيليين، الذين تعتقد غالبيتهم الساحقة أن إسرائيل انتصرت انتصارًا حاسمًا، وفقًا للصحيفة.
وذكرت أن السؤال المطروح الآن هو: "ماذا سيفعل نتنياهو تاليًا؟"، مبيّنة أن نتنياهو أشاد بإمكانية استغلال الزخم الذي أعقب الصراع لمحاولة إحياء الخطط المتعثرة منذ فترة طويلة لإبرام اتفاقيات سلام جديدة مع الدول العربية، وهو أمر يتطلب إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، والتي تُثير الانقسامات في الداخل الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة أنه رغم حصول حزب "الليكود"، الذي يتزعمه نتنياهو، على دعم في استطلاعات الرأي الأخيرة، إلا أن ائتلافه الحاكم، الذي يضم أحزابًا يمينية متطرفة وأحزابًا متشددة، لا يزال متأخرًا بفارق كبير عن المعارضة.
ويتصدر قائمة التحديات، التي يواجهها إيجاد حل لحرب إسرائيل المدمرة على غزة، التي شُنت عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ونتيجة لضغوط من حلفائه اليمينيين المتطرفين، تعهد نتنياهو بعدم وقف الحملة حتى القضاء على الجماعة المسلحة.
ومع ذلك، تُظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون اتفاقًا يضمن تحرير الرهائن الـ50 المحتجزين في القطاع حتى لو كان ذلك يعني إنهاء الحرب.
وقالت داليا شيندلين، المحللة السياسية وخبيرة استطلاعات الرأي، إنه على الرغم من الدعم لحملته ضد إيران، سيواجه نتنياهو صعوبة في التخلص من "الصورة المسبقة"، التي يحملها عنه كثير من الإسرائيليين بعد هذه الرئاسة المثيرة للجدل.
وتساءلت الصحيفة ما الذي سيُصوّت له الناس في صناديق الاقتراع: "إيران وجميع النجاحات الإقليمية والدبلوماسية التي تحققت خلال العام الماضي، أم غزة وإخفاقات السابع من أكتوبر، وفشل نتنياهو في تحمّل المسؤولية عن الهجوم، وفشله في استعادة الرهائن؟".
لكن العديد من المقربين من نتنياهو يجادلون بأنه بعد الحملة الإيرانية، أصبح لديه الآن مساحة سياسية أكبر، وثقة أكبر، لتخفيف شروطه بشأن اتفاق جديد لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن مع حماس، قد يُنهي حرب غزة.
ورجحت الصحيفة أن يُنعش احتمالية إبرام "صفقة كبرى" بقيادة الولايات المتحدة، تشمل اتفاق تطبيع مع المملكة العربية السعودية، وربما دولًا عربية وإسلامية أخرى، وهو هدفٌ راود نتنياهو ومعظم الإسرائيليين منذ فترة طويلة.
وقال أحد المطلعين على تفكير نتنياهو: "إنه يعلم أن إنهاء حرب غزة يجب أن يكون أولًا كشرط مسبق لتوسيع اتفاقيات السلام. في هذه المرحلة، قد يرغب فقط في تحقيق رؤيته لتغيير الشرق الأوسط".
لكن المحللين يقولون إن تقديم مثل هذه التنازلات سيكلف نتنياهو على الأرجح دعم حلفائه من اليمين المتطرف، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ويفرض عليه التوجه إلى الانتخابات.
وقال ناداف شتراوخلر، الخبير الاستراتيجي السياسي الذي عمل مع الزعيم الإسرائيلي سابقًا، إن نتنياهو نفسه لم يقرر بعد المسار الذي سيتخذه، مجادلًا بأنه كما هو الحال دائمًا، من المرجح أن ينتظر حتى اللحظة الأخيرة قبل اتخاذ أي قرار.
ويواجه نتنياهو أيضًا القضية العالقة المتمثلة في محاكمته بتهم الفساد، والتي بدأت قبل أكثر من 5 سنوات بتهم الاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة، وهي تهم ينفيها رئيس الوزراء، ولا يتوقع المحللون أن تنتهي الإجراءات، التي قد يواجه فيها نتنياهو عقوبة السجن في حال إدانته، في أي وقت قريب.
ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، تجددت المفاوضات السرية بشأن صفقة إقرار بالذنب محتملة في القضية، على الرغم من أن النقطة العالقة، لا تزال تتمثل في عدم رغبة نتنياهو في ترك الحياة العامة كجزء من صفقة.
ومع ذلك، بدأ أعضاء الطبقة السياسية في إسرائيل بمناقشة هذا الخيار علنًا وبجدية، وهو خيار لم يكن يُتداول إلا همسًا سابقًا على الرغم من المشاكل القانونية المستمرة لرئيس الوزراء وتقدمه في السن.