ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
تردد صدى إعلان حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه، وإنهاء أكثر من 4 عقود من العمل المسلح ضد الدولة التركية، في شمال سوريا، إذ وصفه مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، بأنه "تاريخي وشجاع".
وفي بيان استهله بالإشادة بإرث الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان و"كفاحه"، اعتبر عبدي أن خطوة الحل "ستمهد الطريق لمرحلة جديدة من السياسة والسلام في المنطقة".
وتعبّر تصريحات عبدي الحذرة عن ترقّب لظلال "الحل" على شمال سوريا؛ فمع تفاؤله بتأثير إيجابي في الحركات الكردية بالبلدان المجاورة لتركيا، يعتقد مراقبون أن القرار التاريخي سيعيد تشكيل المشهد السياسي في المنطقة، وقد يفرض واقعًا جديدًا.
ولا شك أن تداعيات حلّ حزب العمال الكردستاني قد تكون أكثر تأثيرًا في شمال شرق سوريا، حيث يوجد نموذج حكم ديمقراطي لامركزي، يواجه في الوقت نفسه ضغوطًا محلية كبرى من قبل الحكم الجديد في دمشق، عقب سقوط نظام بشار الأسد، وسط مفاوضات مستمرة منذ أشهر حول سيطرة القوات الجديدة على مناطق "قسد" في شرق البلاد.
ويعتقد مراقبون أن حلّ حزب العمال الكردستاني ربما يفرض على "قسد" تجاوبًا أكبر مع الحكومة في دمشق، خصوصًا في ظل "غموض" الموقف الأمريكي الداعم للمكوّن الكردي في سوريا، بعد ورود أنباء عن تخفيض كبير في عدد القوات الأمريكية في المناطق الشرقية التي يسيطر عليها الأكراد.
كما أعلنت "قسد"، يوم الاثنين، أن غالبية المقاتلين الأجانب معها سيغادرون الأراضي السورية بعد إعلان حلّ حزب العمال الكردستاني، وقد غادر عدد كبير منهم بالفعل، في حين أصبحت قيادة معظم الألوية العسكرية بأيدي ضباط عرب، وفق ما ذكرت "فرانس برس".
ولا يستبعد محللون أن تبادر "قسد" خلال الفترة القريبة إلى فتح قنوات تفاوض جديدة مع دمشق وربما مع أنقرة، إضافة إلى البناء على اتفاق جرى توقيعه في مارس/آذار الماضي بين مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع، رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها حتى الآن.
ورغم الفارق بين حزب العمال الكردستاني و"قسد"، إذ إن الأول كان يقاتل من أراضي الغير، في حين أن الثاني يقيم "دولة داخل دولة"، فإن المكوّن الكردي في سوريا قد خسر ورقة تفاوضية "مهمة" مع أنقرة، قد تُضعف موقفه أمام خيار الاندماج في مؤسسات الدولة السورية الجديدة، بحسب مراقبين.
ورغم استبعاد أن تُقدِم قوات "قسد" على خطوة مماثلة بحلّ نفسها، فإن واقعًا جديدًا بات مفروضًا عليها، مع ما يشهده الإقليم من تحوّلات لافتة.