رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف

logo
خريطة السيطرة في قطاع غزةالمصدر: إرم نيوز
العالم العربي

من "فاصل زائل" إلى حدود دائمة.. هواجس "الخط الأصفر" تؤرق الغزيين

يواجه سكان قطاع غزة واقعا جديدا تفرضه خرائط ميدانية يرسمها الجيش الإسرائيلي بصمت لتكريس واقع "الخط الأصفر" الذي يقسم مناطق من القطاع، وسط مخاوف من تحولها من إجراء أمني مؤقت إلى فاصل فعلي يمنع آلاف الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية.

وبعد أن توقع مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أن يتحول "الخط الأصفر" إلى حدود دائمة، تتباين تقديرات المحللين الفلسطينيين بشأن مستقبل هذا الخط الذي يقضم أكثر من نصف مساحة القطاع.

أخبار ذات علاقة

مسلحون من حركة حماس خلال البحث عن جثث رهائن في غزة

"يديعوت أحرونوت": البنتاغون ينفي إنشاء قاعدة عسكرية قرب غزة

ذرائع إسرائيلية

وحذّر المحلل السياسي نزار نزال من أن إسرائيل تسعى لتحويل "الخط الأصفر" الذي حددته شرق قطاع غزة إلى حدود دائمة، لا مجرد إجراء مؤقت.

وقال نزال لـ"إرم نيوز" إن "إسرائيل تبحث عن ذرائع لتثبيت هذا الخط كواقع سياسي جديد، يمنع عودة السكان إلى أراضيهم ويقتطع أكثر من نصف مساحة القطاع، خاصة في حال تعثرت المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار".

وأشار نزال إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا واضحة على الفصائل الفلسطينية، محذّرة من أن رفض استحقاقات المرحلة الثانية، التي تشمل نزع سلاح حركة حماس ووجود قوات دولية، سيؤدي إلى ترسيخ "الخط الأصفر" كفاصل دائم؛ ما يكرّس فصل القطاع إلى "غزة شرقية وغزة غربية".

وبيّن أن "إسرائيل بحسب التجربة، لا تنسحب من أي منطقة احتلتها، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي واضح، فإنها ستسعى لإبقاء هذه المناطق تحت سيطرتها بحجج أمنية".

وأضاف أن "استمرار الوضع الحالي يعني أن إسرائيل تسيطر فعليا على 53% من مساحة غزة الزراعية، ما يُنذر بكارثة إنسانية واقتصادية خطيرة تمسّ دخل آلاف الأسر وتفاقم الأزمة في القطاع".

حدود دائمة

وقالت الكاتبة والمحللة السياسية تمارا حداد إن "الخط الأصفر" الذي فرضته إسرائيل شرق قطاع غزة لم يعد إجراءً أمنياً مؤقتاً، بل تحول فعلياً إلى حدود دائمة تم تثبيتها ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ ما يكرّس السيطرة الإسرائيلية على نحو نصف مساحة القطاع.

وأضافت حداد لـ"إرم نيوز" أن "إسرائيل تمكنت من تأمين نفسها داخل هذا الخط على المستويات كافة: الأمنية، والسياسية، والجغرافية، وحتى الاقتصادية، فيما تُبقي المناطق الواقعة خارجه تحت طائلة الحصار والضغط الإنساني المستمر".

وتابعت "لا توجد حتى الآن ملامح واضحة لليوم التالي في غزة، خصوصاً في ظل تعثر ملف نزع سلاح حركة حماس، وبقائها في الحكم، وهو ما تستخدمه إسرائيل كذريعة لإبقاء الضغط الأمني والإنساني على السكان، واستمرار تحكمها بالوضع".

واختتمت بأن إسرائيل تمسك بزمام الأمور بالكامل وتعمل على تكريس "الخط الأصفر" كفاصل يعزل مناطق غزة، مشددة على أن الدعم الأمريكي المتواصل يمنح تل أبيب الغطاء اللازم لتنفيذ هذا المخطط.

أخبار ذات علاقة

الجيش الإسرائيلي خلال تحديد الخط الأصفر في غزة

يديعوت أحرنوت: "الخط الأصفر" يخدم حماس وسموتريتش

رعب مستمر

وعلى مسافة لا تتجاوز 300 متر من "الخط الأصفر"، يقيم أحمد المجدلاوي وسط ركام منزله المدمر في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بعد أن اجتاح الجيش الإسرائيلي المنطقة 4 مرات خلال عامين من الحرب.

لم يجد أحمد مكانا آخر يلجأ إليه، فعاد إلى ما تبقى من منزله، رغم غياب الماء والكهرباء والبنية التحتية، بحسب ما يقول لـ"إرم نيوز"

حياته اليومية محفوفة بالخطر، فالرصاص قد ينهمر في أي لحظة من وراء الخط، والطائرات المسيّرة لا تتوقف عن التحليق. يسير بمحاذاة الجدران المتبقية متجنبا الأماكن المكشوفة، ويغلق بابه باكرا قبل أن يحلّ الليل، حيث يشتد القصف وتزداد وتيرة تفجير المباني من قبل الاحتلال، في مشهد يجعل من "وقف إطلاق النار" مجرد عنوان بعيد عن الواقع.

ومن جهته يقول محمد أبو جراد (49 عاما)، وهو أب لستة أطفال: "لا نعرف أين يقع الخط الأصفر بالضبط، لا توجد علامات واضحة ترشدنا، كل شيء ضبابي، وكأن الحدود تُرسم بنار لا بخطوط".

وأضاف لـ"إرم نيوز": "بمجرد أن نخطو باتجاه منازلنا، كأننا نعلن التحدي، فالرصاص يتطاير من حولنا، والطائرات الصغيرة تحوم فوق رؤوسنا، تراقب كل خطوة".

ويختصر شعوره بجملة واحدة: "الحرب لم تغادرنا، ما فائدة وقف إطلاق النار إذا حُرمنا من أبسط حقوقنا، أن نعود إلى بيوتنا؟".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC