رأت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن استمرار وجود الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة المحددة بالخط الأصفر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يمنح حركة "حماس" فرصة لإعادة تموضع قواتها داخل القطاع، كما يخدم أهداف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يسعى إلى إفشال "خطة ترامب" تمهيدًا لإعادة الاستيطان.
وانتقدت الصحيفة أداء قاعدة التنسيق الأمريكية في إسرائيل، ونقلت عن مصدر أمني رفيع قوله: "لا يزال مقر التنسيق الجديد يعمل بوتيرة بطيئة، لكن الأمريكيين يعرفون متى يجب علينا التحرك بسرعة، كما حدث في الشجاعية عندما هاجمنا مشتبهًا به على الخط الأصفر".
وأضاف المصدر: "حدود المنطقة واضحة ومرسومة، ولكن يومًا بعد يوم، إذا لم تحدث تحولات جوهرية نحو اتفاق شامل، فسنصل إلى وضع غير صحي".
وأكد أن "الوضع الراهن يصبُّ في مصلحة حماس، ويبعد إسرائيل عن هدف الحرب المتمثل بنزع سلاح الحركة وإنهاء سيطرتها على غزة"، مشيرًا إلى أن "قواتنا تواجه مخاطر كبيرة وغير محددة، وتقيّدت تحركاتها بفعل المخاوف من تآكل الشرعية الدولية، التي تظل إسرائيل في حاجةٍ ماسةٍ إليها".
وشددت الصحيفة على ضرورة "تجاوز حالة الجمود التي يعيشها جيشها داخل الخط الأصفر"، معتبرة أن الواقع الحالي يؤكد "استمرار سيطرة حماس على سكان القطاع واستغلالها لحالة اليأس والدمار" التي خلّفتها الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن "المؤشرات توحي بالتحضير للمرحلة الثانية من الترتيبات، مثل إنشاء مقر التنسيق الأمريكي في كريات غات ومركز قيادة مشترك لتنسيق العمليات المدنية في غزة"، إلا أن "الوصول إلى اتفاق شامل لا يزال متعثرًا".
وحذّرت من أن "الوصول إلى طريق مسدود سيصب في مصلحة حماس، التي ستتمكن من إعادة تنظيم صفوفها وتعزيز قوتها وإصلاح ما تبقى من بنيتها التحتية، فضلًا عن السيطرة على آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية التي تدخل إلى القطاع وتوظيفها لإعادة بناء نفسها".
وأضافت أن "الجيش الإسرائيلي يبقى متمركزًا في الخط الأصفر، محدود القدرة على الهجوم أو المبادرة؛ ما يجعله عرضة للمخاطر داخل عمق القطاع".
وأوضحت الصحيفة أن هذا "الجمود لا يخدم حماس وحدها، بل ينسجم أيضًا مع تطلعات شخصيات سياسية إسرائيلية، أبرزهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي وصف حماس سابقًا بأنها كنز".
ويرى سموتريتش أن "سيطرة الجيش على نحو نصف القطاع قد تمهّد لإعادة بناء المستوطنات، وإلغاء فعلي لخطة فك الارتباط التي أطلقها أريئيل شارون العام 2005"، في وقت "تتعزز فيه قبضة حماس على أكثر من نصف أراضي القطاع، وتُرسّخ مؤسساتها الحكومية، وتقصي خصومها المحليين"، بحسب الصحيفة.