ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم العربي

وسط تحذيرات من مجاعة تمتد لأجيال.. الأسلحة الإسرائيلية تدمر القطاع الزراعي بغزة

الدمار في قطاع غزةالمصدر: رويترز

لم ينجُ القطاع الزراعي من تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حتى بعد توقفها، إذ تحولت الأراضي الزراعية الممتدة من شمال القطاع إلى جنوبه إلى مناطق جرداء بفعل القصف المستمر والتجريف المتعمد.

وتشير معطيات فلسطينية إلى أن أكثر من 94% من الأراضي الزراعية في غزة، أي نحو 167 ألف دونم من أصل 178 ألفا، تعرضت للتدمير؛ ما أدى إلى انهيار الإنتاج الزراعي إلى أقل من 10% من مستواه السابق، حيث انخفض من 405 آلاف طن سنويا إلى نحو 28 ألفا فقط.

أخبار ذات علاقة

مسؤول لـ"إرم نيوز": الحرب تُدمر 80% من الأراضي الزراعية في غزة

شلل كامل

وقال الخبير البيئي نزار الوحيدي، إن القطاع الزراعي في غزة يعدّ من أكثر القطاعات تضرراً، مشيراً إلى أن ما لا يزيد على 5 إلى 10% فقط من الأراضي الزراعية لا تزال تعمل جزئياً، لكنها غير قادرة على تلبية احتياجات السكان.

وأوضح لـ"إرم نيوز" أن "هذا الانهيار ألحق ضرراً مباشراً بالأمن الغذائي؛ إذ تحولت غزة إلى منطقة غير قادرة على إطعام نفسها".

وأشار الوحيدي إلى أن تقديرات الجهات الحكومية الفلسطينية لخسائر القطاع الزراعي بلغت نحو 8.2 مليار دولار، لكنه يراها متواضعة، قائلاً إن الخسائر الفعلية تتجاوز 30 مليار دولار، نظراً لأن أكثر من 180 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية خرجت من الخدمة، إما بسبب الدمار أو تحولها لمناطق نزوح.

ولفت إلى أن مناطق زراعية كبرى مثل "المواصي" في غرب رفح دُمّرت بالكامل، فيما توقفت الزراعة في مناطق الوسطى وخان يونس بسبب نقص المياه العذبة.

وأضاف "الوضع الراهن أدى إلى شلل كامل في الزراعة، ولا توجد مقومات تسمح بإعادة الإنتاج حالياً".

وأشار الخبير البيئي إلى أن حجم القذائف والصواريخ المستخدمة خلال الحرب، تسبب في تدمير مكونات التربة الفيزيائية والكيميائية؛ ما يُهدد بجعلها غير صالحة مستقبلاً.

وأضاف أن "سير الآليات والدبابات فوق الأراضي الزراعية لأشهر طويلة أدّى إلى تكوّن طبقة صمّاء غير منفذة للماء، إضافة إلى قلب طبقات التربة وإفساد بنيتها، وهو ما يضعف خصوبتها ويصعّب استعادة الزراعة مجددا".

وأشار الوحيدي إلى أن الانفجارات والحفر الناتجة عن القصف التي تصل في بعض الأماكن إلى عمق 10 أمتار، أدت إلى فقدان كميات كبيرة من التربة، فيما أسفرت الحرارة الشديدة الناتجة عن القصف عن قتل البكتيريا النافعة.

وختم بالتأكيد أن الزراعة في غزة لم تخسر فقط مساحتها، بل فقدت المقوّم الأهم: تربة صالحة للحياة، وهو ما تؤكده صور الأقمار الصناعية التي تُظهر خروج القطاع الزراعي بالكامل عن الخدمة.

أخبار ذات علاقة

مسؤول لـ"إرم نيوز": هذه تحديات إعادة إعمار غزة بعد الحرب المدمرة

إنتاجية مفقودة

من جانبه، قال المهندس الزراعي محمد أبوعودة إن "القنابل والمتفجرات الإسرائيلية أثرت بشكل مباشر على الأراضي الزراعية في قطاع غزة، وأدت إلى فقدان الكائنات الحية الدقيقة النافعة في التربة، والتي تُعد ضرورية لخصوبتها واستدامتها".

وأوضح أبو عودة لـ"إرم نيوز" أن "هناك حاجة ماسّة لإجراء فحوصات شاملة للتربة لتحديد حجم الدمار البيئي الذي لحق بها، ولرصد آثار المواد المتفجرة التي استخدمت على مدار عامين من الاستهداف المتواصل، ما تسبب بكارثة بيئية حقيقية في القطاع الزراعي".

وأكد أن الأراضي المتضررة فقدت قدرتها الإنتاجية بالكامل، وأن تعافيها قد يحتاج إلى سنوات طويلة، في ظل غياب الإمكانات والدعم اللازم لإعادة تأهيلها.

عبء ثقيل

بدوره قال المزارع وسيم أبو أسد من دير البلح وسط قطاع غزة إن قطاع الزراعة في غزة لم يعد قادرا على الوقوف مجددا بعد أن طالته آلة الحرب.

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "الأضرار الواسعة طالت كل شيء، من بنية تحتية إلى دفيئات زراعية؛ ما جعل من الزراعة عبئًا لا مردود له".

وأوضح أن "غياب المستلزمات الأساسية، إلى جانب أسعار الوقود المرتفعة، حوّل الأراضي المزروعة إلى مساحات شبه مهجورة، ولم تبقَ منها إلا نسبة ضئيلة جدا قيد الاستغلال".

وأضاف أن "كثيرا من المزارعين اضطروا لإزالة ما تبقى من أغطية الدفيئات المتضررة بفعل القصف، وزراعة محاصيل بسيطة لا تحتاج إلى حماية، مثل البقدونس، لكن حتى هذه لا توفر عائدا يغطي تكاليفها، في ظل غياب أي دعم أو أفق للتعافي الزراعي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC