بين ”قبور الخيارات“ تبحث ”حماس“ عن ردها لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. ومع كل دقيقة تمضي تجد الحركة نفسها تحت ضغط المهلة الزمنية الموضوعة وأكف أهالي غزة المرفوعة لإنهاء حرب لم يختاروها، لكنهم دفعوا ثمنها.
جميع المؤشرات القادمة من القطاع تميل لذهاب حماس باتجاه القبول أكثر من الرفض، "فرفاهية الاختيار“ غير متوفرة هذه المرة مع ضغط الوسطاء لضرورة إنهاء ”شلال الدم“، لكن ”كمن يرقص رقصته الأخيرة“ تلعب الحركة على هامش ما تبقى وتطالب بمهلة إضافية لدراسة تفاصيل الورقة الموضوعة على طاولتها مع تحفظات على عدة بنود في الخطة.
وفي معرض الحديث عن تحفظات حماس، يلاحظ أن الشرط المتعلق بنزع سلاح ذراعها العسكري، أي ”القسام“، يلقى معارضة ليست بالقليلة ضمن الصفوف الداخلية، كما أبلغت الحركة الوسطاء بصعوبة تنفيذ بند الإفراج عن جميع الرهائن البالغ عددهم 48 خلال 72 ساعة، مشيرة إلى أنها فقدت الاتصال بعدد من الفصائل المسلحة الأخرى التي تحتجز بعضهم.
وضمن الإبقاء على معادلة التوازنات قائمة، تشي المؤشرات بتخلي حركة حماس عن شرط انسحاب إسرائيل الكامل من ممر فيلادلفيا على الحدود مع مصر، ومناطق العزل مع إسرائيل.
ولأن القرار النهائي سيُتخذ في غزة ثم يُنقل إلى قطر، لا العكس، تشير تقارير عدة إلى وجود انقسامات داخل قيادة الحركة بين الجناح العسكري في غزة والقيادة السياسية في الخارج، فبينما ترفض قيادات غزة عادة التنازل عن شروطها، يرى مطلعون أن عز الدين الحداد الذي تولى القيادة بعد مقتل الأخوين يحيى ومحمد السنوار، يميل للموافقة على عكس كثيرين على الأرض.
وما يزيد احتمالية الانفجار الداخلي لحماس فكرة أساسية ترتبط بالمشهد الجمعي للفصائل في غزة، فتجرّع كأس الهزيمة قد لا يكون مقبولًا لمن قاتلوا في خندق واحد بعد السابع من أكتوبر، وهذا ما يشكل اختبارًا آخر لحماس في حالة قبول عناصرها جميعًا بقرار الموافقة.
وبين "لا قاتلة" و"نعم مدمرة" تجد حماس نفسها اليوم وفقًا لمطلعين، بين خيارات لا ترتبط بتهديدات فتح ”بوابة الجحيم“ الإسرائيلية وضغط الوسطاء فحسب، بل تمتد لصدع يشق التركيبة البنيوية للحركة بين الداخل والخارج، وبين الحركة وعناصرها أنفسهم.. كما أن لبقية الفصائل "حجر معرقل" قد يحمل معه مفاجآت تبعثر الأوراق مجددًا.