ما زالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "مترددة وصامتة" إزاء الخطة الإسرائيلية لتوسيع الحملة العسكرية في غزة والحديث عن احتلال القطاع، بحسب "المونيتور".
ويحذر الخبراء من أن هذه الخطة قد تعرض الرهائن للخطر وتسبب مزيدًا من الفوضى في الأراضي الفلسطينية.
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز يوم الخميس، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل تنوي السيطرة على غزة بالكامل قبل تسليمها إلى "قوات عربية ستحكم غزة بشكل سليم" وفق تعبيره.
وتسيطر إسرائيل بالفعل على نحو 75% من قطاع غزة. ويحذر محللون من أن الاستيلاء على ما تبقى قد يعرض حياة الرهائن للخطر، ويؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين الفلسطينيين، ويزيد من الضغط على اقتصاد إسرائيل، ويرهق جيشها، ويزيد من عزلتها الدولية.
وعقد نتنياهو اجتماعًا استمر ثلاث ساعات يوم الثلاثاء مع رئيس أركان جيشه، إيال زامير، الذي حذّر، بحسب التقارير، من السيطرة على ما تبقى من غزة، حيث يتركز معظم السكان الفلسطينيين.
وقال زامير يوم الخميس خلال إحاطة مع كبار قادة الجيش إن "احتلال القطاع من شأنه أن يجر إسرائيل إلى حفرة سوداء تحمل مسؤولية مليوني فلسطيني، الأمر الذي يتطلب عملية تطهير تستمر لسنوات، وتعريض الجنود لحرب العصابات، والأمر الأكثر خطورة، تعريض الرهائن للخطر".
أعضاء اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، يضغطون من أجل إعادة بناء المستوطنات اليهودية بعد قرابة عقدين من إجلاء إسرائيل لجنودها ومستوطنيها من القطاع. وقد هددوا سابقًا بإسقاط حكومة نتنياهو إذا وافق على وقف إطلاق نار لا يضمن هزيمة حماس.
ومن جهته، تجنب الرئيس الأمريكي التعليق مباشرة على هذه الخطة عندما سئل عن الاحتلال الإسرائيلي المحتمل للقطاع، وقال للصحفيين إنه يركز على "محاولة إطعام الناس" في غزة التي تعاني من الجوع.
وقال: "هذا ما أركز عليه. وبالنسبة لبقية الأمور، لا أستطيع الجزم بها، فالأمر يعود إلى إسرائيل".
وبالمثل، تجنب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الإجابة عن هذا السؤال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز يوم الأربعاء.
وقال روبيو "في نهاية المطاف، قال الرئيس إن الأمر متروك لإسرائيل لتقرر ما يجب عليها فعله من أجل أمنها"، مضيفا "ما دامت حماس موجودة كجماعة مسلحة في غزة، فلن يكون هناك سلام" وفق تعبيره.
وأفاد موقع أكسيوس من جانبه بأن ترامب اختار عدم التدخل في خطة إسرائيل لإعادة احتلال غزة.
وصرح مسؤول أمريكي لم يُكشف عن هويته للوكالة أن قرار الرئيس تأثر بمقطع فيديو نشرته حماس مؤخرًا لرهينة إسرائيلي هزيل، يبدو أنه يحفر قبره بيديه.
وقال دانييل شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل من عام 2011 إلى عام 2017 الذي أشرف على شؤون الشرق الأوسط في البنتاغون في عهد إدارة بايدن، إن احتلال غزة "سيقوض تمامًا رغبة ترامب المعلنة في رؤية نهاية الحرب وإطلاق سراح الرهائن".
وأضاف شابيرو أن الرئيس الأمريكي أسهم في تشديد المواقف الإسرائيلية في فبراير/شباط عندما طرح خطة تسمح للولايات المتحدة بالسيطرة على غزة، ونقل سكانها النازحين بالفعل إلى الدول المجاورة وإعادة إعمارها وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وتابع شابيرو: "لم يكن من الممكن أن يحدث هذا أبدًا. لكن ما فعله هو أنه شجع بن غفير وسموتريتش على اتباع نسختهما الخاصة من هذا الأمر" وفق تعبيره.
وووصلت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى طريق مسدود الشهر الماضي بعد أن استدعت إسرائيل والولايات المتحدة فريقيهما التفاوضيين من الدوحة، وألقت باللوم على "عدم رغبة" حماس في التوصل إلى اتفاق.