ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
دفعت التطورات المتسارعة في سوريا ولبنان الميليشيات العراقية إلى مراجعة حساباتها وإعادة النظر في علاقتها مع إيران، لا سيما بعد تخلي طهران عن حلفائها، نظام بشار الأسد وحزب الله.
ويرى خبراء عراقيون أن النفوذ الإيراني في بلادهم أصبح محل شك، بعد الضربة التي تلقتها طهران في سوريا.
وكانت سوريا تُعد الشريان الحيوي لحزب الله اللبناني والميليشيات المسلحة العراقية، حيث لعبت دوراً إستراتيجياً في تسهيل حركة الإمدادات والتنسيق العسكري بين طهران وبيروت عبر الأراضي السورية.
ولم يقتصر هذا النفوذ على الدعم اللوجستي، بل امتد ليشمل إقامة معسكرات تدريب ومقرات تشغيلية، ما عزز وجود هذه الجماعات في سوريا بشكل غير مسبوق.
ومع سقوط النظام السوري، وتخلي إيران عنه، فقدت طهران أكثر من 500 موقع عسكري، بالإضافة إلى شبكة واسعة من المصالح التجارية والنفطية والمراكز الثقافية.
ونظرت الميليشيات العراقية بعين الريبة والقلق إلى تخلي إيران عن حزب الله في بداية الأمر، ثم عن النظام السوري، ما أثار مخاوف كبيرة حول مستقبل الدعم الإيراني لها.
وأكدت مصادر أن ميليشيات عراقية بدأت بمراجعة علاقاتها مع طهران، بعد انحسار النفوذ الإيراني واضطراره لإعادة ترتيب أولوياته الإقليمية.
وقال مصدر سياسي مطلع لـ"إرم نيوز" إن "منظمة بدر (أكبر ميليشيا عراقية مسلحة تابعة لإيران)، عقدت اجتماعًا طارئًا في مركز بحوث ودراسات تابع لها في منطقة الجادرية وسط بغداد، بحضور أمينها العام هادي العامري، لبحث تداعيات الأوضاع في سوريا، واتخاذ موقف واضح تجاه ما حصل، وإجراء مراجعة داخلية للعلاقة مع طهران".
وأوضح المصدر، الذي حضر الاجتماع، وطلب حجب اسمه، أن "أفكارًا متعددة طُرحت خلال الاجتماع، وكانت تهدف في المقام الأول، إلى فهم طبيعة ما حصل، حيث كان العامري منفعلًا من الموقف الحكومي الذي لم يتدخل في الشأن السوري".
وأشار إلى "صدور توصيات بمراجعة طبيعة العلاقة مع إيران، والانفتاح بشكل أكبر على الداخل".
واعتُبر سقوط النظام السوري مؤشرًا على محدودية النفوذ الإيراني في حماية حلفائه الإستراتيجيين، وهو ما أثار قلق قوى الإطار التنسيقي في العراق، كما أن الحوثيين في اليمن قد يواجهون ضغوطًا أكبر، خاصة إذا تراجعت إيران عن تقديم دعمها الكامل لهم، في إطار تقليل انخراطها في الأزمات الإقليمية.
ورأى مراقبون أن تجربة حزب الله في لبنان وما تعرض له من انهيار تام، إلى جانب سقوط الأسد، قد تشكل دروسًا لهذه الجماعات، مع احتمال تقليص الدعم الإيراني لها، وقد تضطر هذه الجماعات إلى البحث عن تحالفات بديلة، أو الاعتماد على قوتها الذاتية للبقاء على الساحة.
وبدوره، قال الخبير في الشأن العراقي، غالب الدعمي، إن "الفصائل المسلحة العراقية قد تجد نفسها مضطرة إلى إعادة التفكير في خياراتها بعد الدرس الإيراني الأخير، حيث ظهر جلياً انكفاء إيران عن دعم حلفائها بشكل كامل، كما حدث مع حزب الله والنظام السوري".
وأضاف الدعمي لـ"إرم نيوز" أن "هذا الواقع قد يدفع الفصائل إلى السعي للانخراط في القوات المسلحة العراقية كوسيلة لحماية نفسها من أي استهداف خارجي أو داخلي، خاصة مع تزايد الحديث عن تغيرات كبرى في المشهد الإقليمي".
وأشار إلى أن "التجربة السورية تقدم درسًا مهمًا للفصائل العراقية، حيث لم يكن أحد يتوقع سقوط النظام السوري بهذه السرعة وبهذه الكيفية، ومع ذلك، شهدنا تغييرات جذرية خلال أيام قليلة".
ولفت إلى أن "الوضع الحالي للفصائل المسلحة في العراق، وحتى اليمن، يعكس قلقًا متزايدًا من سيناريو مشابه، خاصة مع تصاعد الحديث عن خطط لإضعاف الحوثيين في اليمن وتضييق الخناق على الميليشيات العراقية".