مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم العربي

أزمة المفقودين في غزة.. آلاف العائلات تنتظر "حلاً غائباً"

معاناة العائلات في غزةالمصدر: رويترز

تعيش آلاف العائلات الفلسطينية في قطاع غزة مأساة الفقد، مع تفاقم أزمة المفقودين التي باتت أحد أبرز ملامح الكارثة الإنسانية التي خلّفتها الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

وتقدّر السلطات المحلية في قطاع غزة عدد المفقودين بنحو عشرة آلاف شخص، يُعتقد أن كثيرين منهم ما زالوا تحت أنقاض منازلهم التي دمّرها القصف الإسرائيلي، في وقت تواجه فيه طواقم الدفاع المدني صعوبات كبيرة في انتشالهم بسبب محدودية الإمكانات المتوفرة.

وترفض إسرائيل السماح بدخول معدات وآليات ثقيلة إلى قطاع غزة للمساعدة في انتشال الضحايا من تحت ملايين الأطنان من الركام الذي خلفته الحرب، بعد شهر من اتفاق وقف إطلاق النار.

في حين تحولت قضية قسم آخر من المفقودين ممن اعتقلتهم إسرائيل وما زالت تحتجزهم دون الإفصاح عن ذلك، أو قتلتهم دون تسليم جثامينهم، إلى أزمة معقدة مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وغياب أفق لإنهاء قضيتهم.

أخبار ذات علاقة

القوات الإسرائيلية تقتحم شرق خان يونس

غزة.. غارات داخل "الخط الأصفر" وتواصل البحث عن رهائن (فيديو)

استراتيجية إسرائيلية

وقال منسق المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرا غازي المجدلاوي، إن "سياسة احتجاز الجثامين وعدم الكشف عن هويات الضحايا تمثل جزءا من استراتيجية إسرائيلية قديمة، تعتمدها سلطات الجيش الإسرائيلي في تعاملها مع الفلسطينيين، وتشكّل انتهاكا صارخا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان".

وأضاف المجدلاوي لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل ومنذ بدء عدوانها الأخير على قطاع غزة، مارست تعتيماً متعمداً على مصير آلاف الضحايا، عبر منع الوصول إلى مواقع الاستهداف، واحتجاز جثامين في أماكن مجهولة أو داخل ثلاجات عسكرية".

وأشار إلى أن هذا الغموض يُدخل عائلات الضحايا في دائرة حزن معقدة، حيث لا يمكنهم إعلان الحداد ولا التمسك بالأمل؛ ما يتسبب بانهيارات نفسية، وانعزال اجتماعي، ويفقدهم القدرة على اتخاذ خطوات قانونية أو شخصية تتعلق بذويهم المفقودين.

وقال إنّ "استمرار غياب المعلومات الدقيقة بشأن الضحايا والمفقودين في قطاع غزة يُشكل تحديا خطيرا على الصعيد الحقوقي والإنساني؛ إذ يُعيق عمل المنظمات المعنية بتوثيق الانتهاكات ويوهن من قوة ملفات الإدانة أمام الهيئات والمحاكم الدولية".

وأوضح أن "الاحتلال يتعمد عرقلة وصول الفرق الحقوقية إلى مواقع الانتهاك، فضلًا عن رفضه تسليم الجثامين؛ ما يُقوض جهود التحقيق المستقل، ويُبقي الأرقام والإحصائيات في دائرة التشكيك والتشويه؛ الأمر الذي يخدم روايته ويمنع مساءلته القانونية". 

أخبار ذات علاقة

سيدة تتفحص أحد الجثامين

الجثامين المجهولة.. معاناة إنسانية تنغص حياة آلاف الغزيين

تحديات كبيرة

وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أماني الناعوق، إن "هناك آلاف الفلسطينيين ما زالوا مفقودين في غزة، وإن الكثير منهم لا يزالون تحت الأنقاض، ولا يمكن للعائلات الحداد على أحبائها الذين قُتلوا، أو دفنهم باحترام، دون طيّ الصفحة واستلام جثامينهم".

وأضافت لـ"إرم نيوز" أن "اللجنة الدولية تواصل دعم الشركاء المحليين للاستجابة للاحتياجات الهائلة في غزة خلال العامين الماضيين، وستواصل ذلك، باستخدام جميع الوسائل المتاحة لها"، مشيرة إلى أن توفير المعدات المتخصصة يمثل تحدياً كبيراً في الوقت الحالي.

وتابعت الناعوق "نُدرك ورود تقارير عن أوضاع جثامين الفلسطينيين التي نُقلت إلى غزة، كما نُدرك أن هذه الفترة صعبة للغاية على العديد من العائلات التي تنتظر بفارغ الصبر أخبارا عن أحبائهم المفقودين، وأن سماع هذه التقارير والتساؤل عمّا إذا كان أحد الجثامين يعود لفردٍ من العائلة أمرٌ مؤلمٌ للغاية".

وقالت إن "اللجنة الدولية تشارك أي مخاوف لديها بشأن وضع الرفات البشري الذي يتم إعادته مباشرة مع السلطات ذات الصلة، في إطار حوارها الثنائي وغير العلني، ولا تقوم بتناولها بشكل علني، وذلك حفاظًا على خصوصية المعنيين، ولصالح عملنا"، وفق قولها.

تسلم إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، 15 جثمانًا لضحايا فلسطينيين مقابل كل جثة لرهينة إسرائيلي تسلمها الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة.

وتقول وزارة الصحة في قطاع غزة إنها استلمت عبر الصليب الأحمر، جثامين 300 فلسطيني من إسرائيل بموجب الاتفاق، لكن تم التعرف على 89 منهم فقط.

 وتضطر الوزارة لإقرار دفن بقية الضحايا مجهولي الهوية في مقابر جماعية، مع انعدام إمكانيات تحديد هويات الجثامين، وامتناع إسرائيل عن تقديم معلومات حول هويات الضحايا أو حتى أماكن قتلهم، للمساعدة في الاستدلال على هوياتهم.

أخبار ذات علاقة

من تسليم جثث الرهائن

صفقة محتملة.. عبور "آمن" لمقاتلي حماس مقابل إعادة جثث الرهائن

ألم متجدد

منذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2023، تعيش ريم المغربي، وهي فلسطينية من سكان غزة، مأساة إنسانية مستمرة بعد فقدان زوجها المريض موسى المغربي وولديها إبراهيم وحازم، إثر اعتقالهم من قبل قوات الجيش الإسرائيلي.

كانت العائلة تقطن قرب مسجد فلسطين وسط مدينة غزة، الذي أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائه، إلا أن ظروف الزوج الصحية كونه مصابا بالسرطان، إلى جانب مرض ابنها، حالت دون مغادرتهم المنزل.

وقالت المغربي لـ"إرم نيوز": "في لحظة صادمة، اقتحم أكثر من 40 جنديا منزلنا، واعتقلوا زوجي و 2 من أبنائي رغم توسلاتي في محاولة شرح حالتهم الصحية، قبل أن يقول لها أحد الجنود: "انظري إليهم جيدا، لأنكِ لن تريهم بعد الآن".

وأضافت: "لم أترك باباً إلا وطرقته لمعرفة مصيرهم، والخوف يقتلني يوميا، خاصة مع ما نسمعه من أخبار عن تعذيب المعتقلين وقتلهم داخل السجون".

وتطالب ريم المؤسسات الأممية والدولية، وعلى رأسها الصليب الأحمر، بالتدخل الفوري للكشف عن مصير المفقودين، والسماح بزيارة المعتقلات، وإنهاء حالة الغموض والقلق التي تعيشها آلاف العائلات الفلسطينية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC