صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
تباينت آراء الخبراء والمختصين بالشأن الإسرائيلي، فيما يتعلق بنجاح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تغييب المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة عبر الهجمات على إيران والضربات المتبادلة بين الجانبين.
وأدى التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، إلى تركيز وسائل الإعلام الإقليمية والدولية على التوترات بين تل أبيب وطهران، فيما غابت معاناة غزة عن المشهد ولم تعد محط التداول الإعلامي، علاوة على توقف التظاهرات الشعبية في إسرائيل المطالبة بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أن "نتنياهو استفاد من التصعيد العسكري مع إيران في تخفيف وتيرة المطالبات الشعبية بضرورة التوصل لاتفاق مع حماس لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة".
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "غزة وقضية الرهائن غابت عن المشهد الميداني والسياسي في إسرائيل، وذلك على حساب التصعيد مع إيران وما تخلفه الضربات المتبادلة من قبل الجانبين من أضرار كبيرة، علاوة على أنها تنذر بحرب مفتوحة وواسعة".
وأضاف "الإسرائيليون في الوقت الحالي منشغلون في أخبار التصعيد مع إيران على حساب ما يحدث في غزة"، مشيرًا إلى أن ذلك يخفف الضغوط التي تمارس على نتنياهو بشأن الحرب ضد حماس، كما أنه يزيد من مؤيديه بضرورة العمل عسكريا على مختلف الجبهات".
وتابع "نتنياهو الرابح الأكبر من التصعيد العسكري مع إيران، خاصة مع وقف حملات الضغط الممارسة عليه محليا ودوليا بشأن الحرب في غزة، إلى جانب ضمانه لعدم تفكيك ائتلافه الحكومي وعدم تمرير أي مقترح لحل الكنيست خلال فترة التصعيد مع إيران"، وفق تقديره.
في المقابل، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، أن "الحرب في غزة هو الحدث الأبرز في الشرق الأوسط والمفتاح للتوصل إلى الهدوء بالمنطقة"، مشيرا إلى أن نتنياهو لا يمكن أن يتمكن من تغييب غزة عن المشهد.
وقال البطة، لـ"إرم نيوز"، إن "التركيز على التصعيد بين إيران وإسرائيل لا يمكن أن يؤدي لتغييب الأوضاع في غزة عن الساحة السياسية الداخلية بإسرائيل والخارجية أيضا"، مشيرا إلى أن ذلك سيكون دافعا لنتنياهو من أجل التوصل لاتفاق مؤقت مع حماس.
وزاد "بتقديري هناك جهود حثيثة تبذل من أجل اتفاق للإفراج عن الرهائن يعزز مكانة نتنياهو، ويمنحه القوة للمضي قدما في التصعيد مع إيران"، قائلًا "في حال لم يتم ذلك فإن استمرار التصعيد العسكري على مختلف الجبهات سيكون وصفة لسقوط ائتلاف نتنياهو".
واستكمل "التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران سيعجل في التوصل لاتفاق للتهدئة بين حماس وإسرائيل، كما أنه يمكن أن يؤدي للتوصل لاتفاق إقليمي دولي لعودة الهدوء للمنطقة بأسرها"، مبينًا أن الاتفاق يشمل إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، وإيران وحماس وحلفاءهما من جهة أخرى.