ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلًا عن مصدر مطلع على تقييمات استخباراتية أمريكية وإسرائيلية، أن إسرائيل قادرة على مواصلة الدفاع الصاروخي لمدة تتراوح بين 10 و12 يومًا، إذا استمرت الهجمات الإيرانية بالوتيرة نفسها، وذلك في حال عدم حصولها على إمدادات إضافية من الولايات المتحدة أو مشاركة أوسع من القوات الأميركية.
قال المصدر، إن أنظمة الدفاع الإسرائيلية قد لا تتمكن من اعتراض سوى نسبة محدودة من الصواريخ الإيرانية، في ظل الحاجة إلى ترشيد استخدام الذخائر الدفاعية المتوفرة.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته:"المنظومة الدفاعية تواجه ضغطًا كبيرًا، وسيتعيّن على إسرائيل اتخاذ قرارات بشأن الأولويات وما يجب اعتراضه، في ظل هذا العبء المتزايد".
رغم تمكن إسرائيل من تقليص القدرات الهجومية الإيرانية بشكل ملموس، فإن تكاليف الدفاع الصاروخي شكلت عبئًا ماليًّا كبيرًا عليها.
ووفقًا لصحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية، فإن تكلفة تشغيل منظومات الدفاع الصاروخي تُقدّر بنحو مليار شيكل، أي ما يعادل حوالي 285 مليون دولار، عن كل ليلة من التصدي للهجمات.
قدر مسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية، أن إيران تمتلك نحو 2000 صاروخ قادر على الوصول إلى مسافة 1200 ميل؛ ما يجعلها قادرة على ضرب أهداف داخل إسرائيل.
إلا أن جزءًا كبيرًا من هذه الصواريخ دُمّر في هجوم مباغت نُفّذ فجر الجمعة، شاركت فيه طائرات مقاتلة إسرائيلية وعملاء سريون داخل الأراضي الإيرانية؛ ما أدى إلى تفجّر المواجهة بين الجانبين، وفقًا للمسؤولين الإسرائيليين.
أكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن إيران أطلقت حوالي 400 صاروخ من مخزونها المتبقي، في حين تمكنت الغارات الإسرائيلية من تدمير 120 منصة لإطلاق الصواريخ، أي ما يعادل ثلث هذه المنصات.
كما أعلن المسؤولون يوم الاثنين عن تحقيق تفوق جوي فوق طهران قبل الموعد المتوقع؛ ما قد يقلص قدرة القوات الإيرانية على تنفيذ المزيد من الهجمات الصاروخية.
قال فابيان هينز، المحلل العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن إيران تواجه حسابات صعبة بسبب محدودية عدد صواريخها، مؤكدًا أنه بالنظر إلى وتيرة إطلاقها الحالية، لا تستطيع تجديد مخزونها بسرعة.
تعتمد إسرائيل على نظام دفاع جوي متعدد الطبقات يشمل القبة الحديدية الشهيرة لاعتراض الصواريخ منخفضة الارتفاع، بالإضافة إلى منظومتي مقلاع داود وحيتس، فضلاً عن منظومتي الدفاع الصاروخي باتريوت وثاد، اللتين توفرهما الولايات المتحدة بتكلفة مرتفعة.
قال إنبار إن من أبرز التحديات التي تواجه إسرائيل هو اعتمادها الكبير على نظام "آرو" الدفاعي، الذي تعتبر صواريخه باهظة الثمن حيث تصل تكلفة كل صاروخ إلى ثلاثة ملايين دولار، ويُستخدم للتصدي للهجمات الإيرانية.
وأضاف أن صواريخ "القبة الحديدية" الاعتراضية، التي تتميز بانخفاض تكلفتها وإنتاجها بكميات كبيرة، فعالة ضد الصواريخ البدائية التي تطلقها حماس، لكنها غير مجدية أمام الصواريخ الإيرانية الثقيلة التي تمر عبر الغلاف الجوي بسرعة تفوق سرعة الصوت بضع مرات، مشبهًا ذلك بمحاولة إطلاق مسدس عيار 9 ملم على مثل هذه الصواريخ الثقيلة.