كشف تقرير لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن استياء إدارة ترامب من بعض الخطوات التي أقدمت عليها إسرائيل على مدى الأسبوعين الماضيين منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة.
وأكد التقرير أن زيارة المسؤولين الأمريكيين تباعا لتل أبيب هذا الأسبوع جاءت لإبراز هذا الإحباط، فقد عبّر عنه بوضوع نائب الرئيس جي دي فانس، الذي سلم لنتنياهو "رسالة شديدة اللهجة" تتضمن تعليمات حازمة بأن على إسرائيل التوقف عن الاستفزازات التي قد تؤدي إلى انهيار الاتفاق.
وبحسب الصحيفة، فقد قرأت واشنطن في سلوك إسرائيل نوعا من تحدي رغبة ترامب في التهدئة باعتباره "الضامن" لاتفاق غزة، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية اعتبرت أن الغارات الإسرائيلية على غزة يوم الأحد الماضي ردا على هجوم أسفر عن مقتل جنديين من الجيش الإسرائيلي، والتصويت الأولي يوم الأربعاء في الكنيست على تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، خطوتان تضران بجهود وقف النار في غزة.
وذكرت بوليتيكو أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها سترد على واقعة يوم الأحد "بحذر وبشكل محدود"، إلا أن الغارات أسفرت عن مقتل أكثر من 40 مدنيًا. وأفادت التقارير بأن مسؤولًا أمريكيًا رفيع المستوى أبلغ حليفًا عربيًا أن إسرائيل "خارجة عن السيطرة"، وفق تعبيره.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل لم تكتف بقصف رفح فقط، وهو الحادث الذي أغضب ترامب بوصفه أول اختبار حقيقي لوقف النار الهش، بل أقدم الكنيست على التصويت على مشروع قانون لضم الضفىة الغربية بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي لإسرائيل.
وقد حظي التصويت التمهيدي، الذي يسبق التصويتات الثلاثة المطلوبة في الكنيست قبل أن يصبح قانونًا، بتأييد 25 نائبًا ومعارضة 24. ووصف حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو التصويت بأنه "خدعة" من المعارضة تهدف إلى الإضرار بعلاقاتنا مع الولايات المتحدة.
وقد أثار التصويت موجة من الانتقادات صدرت من قبل العديد من المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، ثم نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس الذي استفزه تصويت الكنيست على ضم الضفة، وقال في تصريح صحفي في ختام زيارته لإسرائيل إن ذلك التصويت يعد "خدعة غبية".
أما الرئيس الأمركي دونالد ترامب، فقلل من شأن عملية التصويت، قائلا للصحفيين في البيت الأبيض: "لا تقلقوا بشأن الضفة الغربية. إسرائيل لن تفعل شيئًا في الضفة الغربية"، على حد قوله.