الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
يبدو أن إسرائيل باتت على يقين بأن بكين وموسكو لن تستخدما "الفيتو" في التصويت على خطة ترامب بشأن غزة، وهو ما يعني أن الخطة سيتم اعتمادها دون أخذ مخاوفها في الحسبان.
وتتضاعف التحفظات والمخاوف الإسرائيلية، بعد أن حاولت تل أبيب خلال الأيام الماضية، إظهار امتعاضها بل وتحفظها على بعض "التعديلات" التي أدخلت على المشروع الأمريكي، الذي سيعرض غدا الاثنين للتصويت أمام مجلس الأمن، ورغم وصفها مشروع الروسي بـ"السيء".
وعشية التصويت على مشروع القرار الأمريكي، عبرت تل أبيب عن استيائها عبر تصريحات نارية لقادتها، أشهروا من خلالها "لاءات إسرائيل"، في أوضح صورة للخلاف الأمريكي الإسرائيلي.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جدد التأكيد على معارضة إسرائيل لإقامة الدولة الفلسطينية على أي أرض "لم تتغير"، بل ذهب أبعد من ذلك بقوله إنه "سيتم نزع السلاح من المناطق التي لا تزال تسيطر عليها حركة حماس في قطاع غزة، أي داخل الخط الأصفر".
أما وزير الدفاع يسرائيل كاتس، فسار في نفس الاتجاه، مؤكدا أن سياسة تل أبيب "واضحة بشأن عدم قيام دولة فلسطينية"، مضيفا أن "الجيش الإسرائيلي سينزع سلاح حماس داخل الخط الأصفر، أما في غزة القديمة، فستتم عملية نزع السلاح عبر قوة دولية، أو بواسطة الجيش الإسرائيلي"، وفق تعبيره.
وكشفت تقارير إسرائيلية، أسباب الغضب الرسمي في تل أبيب، مرجعة لذلك إلى أن تجاهل إدارة ترامب لمطالبها بإدخال تعديلات تتعلق بصلاحيات قوة الاستقرار الدولية، حيث يدرجها المشروع الأمريكي ضمن البند السادس، بينما يريدها نتنياهو تحت البند السابع للأمم المتحدة، بحيث يكون من صلاحياتها تجريد حماس من السلاح، وهو ما يبدو أن الوقت تجاوزه.
عامل آخر أثار إحباط الإسرائيليين، يتعلق بالجهود التي تبذلها واشنطن للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وسط تقارير إعلامية تشير إلى أن إدارة ترمب تدرس تخطي مسألة "نزع سلاح حماس"، وإغلاق ملف عناصر حماس المحاصرين في رفح، ومن ثم بدء تنفيذ إعادة إعمار القطاع الفلسطيني، هي نقاط تعارضها الحكومة الإسرائيلية، التي تضيق هوامش المناورة أمامها مع بقاء 3 جثث فقط داخل القطاع من أصل 28 محتجزا طالبت حماس بتسليمهم قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
وأخيرا يأتي الحدث الأبرز الذي أحدث صدمة في إسرائيل، وهو أن مشروع القرار الذي يتم التصويت عليه في مجلس الأمن الدولي يشمل مسارا صريحا سيؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يعارضه نتنياهو شخصيا ووزراء اليمين المتطرف.
تحاول إسرائيل في الساعات التي تسبق التصويت في مجلس الأمن على خطة ترامب بشأن غزة، أن ترمي جميع أوراقها علها تنجح في التأثير على القرار، أو تتلقى ضمانات من الرئيس الأمريكي بخصوص بعض المخاوف، فرئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، انضم لقائمة "أبطال حرب الكلامية"، حيث أعلن أن الجيش يستعد لاحتمال الانتقال السريع إلى هجوم واسع النطاق للسيطرة على مناطق إضافية داخل قطاع غزة، تقع على الجانب الآخر من الخط الأصفر الذي يشكل خط تطويق وتحكم.
وقال زامير، إن "الجيش مستعد للسيطرة على مناطق إضافية في قطاع غزة "إذا لزم الأمر، وسنواصل مهمة تفكيك حماس ونزع سلاحها سواء باتفاق أو بالوسائل العسكرية"، وفق تعبيره.