أثار الهجوم الأخير الذي نفذته مجموعة مسلحة ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في الأراضي السورية، عقب سقوط النظام السوري السابق، تكهنات حول هوية الجماعة المنفذة للهجوم وأهدافها.
ويتوقع محللون أن احتمال تنفيذ مجموعات مسلحة، قد تكون مرتبطة بإيران، عمليات ضد الجيش الإسرائيلي أمر وارد، بالنظر إلى الوجود والنفوذ الإيراني العميق في الجنوب السوري، خصوصًا في عهد النظام السابق؛ بهدف خلط الأوراق في المنطقة.
في المقابل، يرى البعض أن العملية قد تكون تصرفًا فرديًا أو حتى اختلاقًا إسرائيليًا لتعزيز وجودها العسكري، مستبعدين وجود دعم إيراني مباشر للمجموعات المقاومة في المنطقة.
في هذا الصدد، قال الباحث في الشؤون السياسية والعسكرية، عمر معربوني، إنه بعد انهيار النظام السوري السابق وتفكك جيشه، بدأت القوات الإسرائيلية عملية توغل في المنطقة العازلة، وهي منطقة فض الاشتباك التي تم تحديدها بموجب اتفاق عام 1974.
وأضاف معربوني لـ"إرم نيوز" أن التوغل الإسرائيلي شمل مناطق في القنيطرة وريفها، وحوض اليرموك، مشيرًا إلى أن إسرائيل تدّعي أن هذا الوجود مؤقت، لكن الاستعدادات العسكرية هناك، مثل إنشاء مهابط للحوامات في جبل الشيخ وتثبيت المعسكرات، تدل على عكس ذلك.
وأشار إلى أن تنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي كان متوقعًا، خاصة أن هناك عدة جهات داخل سوريا أعلنت صراحة رفضها الوجود الإسرائيلي، سواء من خلال مجموعات في الغوطة الشرقية أو عبر الشعارات التي ترددت في مسيرات عسكرية، كما حدث في مدينة جبلة.
وأوضح أن البيان الذي صدر باسم "جبهة المقاومة الإسلامية" وتبنّى العملية، يشير إلى أن هناك جهات سورية ترى في الوجود الإسرائيلي احتلالًا، وتتوعد بتنفيذ المزيد من الهجمات.
وأكد معربوني أنه لا يوجد حتى الآن أي أدلة تثبت أن إيران تدعم هذه المجموعات، لكن في حال تكرار مثل هذه الهجمات، قد تتكشف الجهة التي تقف وراءها.
وأضاف أن العملية، كونها الأولى من نوعها، تعد تطورًا استثنائيًا، ومن المتوقع أن تتكرر، مما يضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع قوى مقاومة جديدة داخل سوريا.
من جانبه، يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، تحسين الحلبي، أن أي عملية إطلاق نار على القوات الإسرائيلية المتوغلة داخل الحدود السورية تطرح تساؤلات بشأن الجهات التي تقف وراءها.
وقال الحلبي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن المجموعات المسلحة الموجودة في الجنوب السوري تتبع عمومًا المعارضة السورية، وهي ليست في وضع أمني يمكّنها من تنفيذ عمليات منظمة ضد الجيش الإسرائيلي.
وأوضح أن هذه المجموعات المسلحة قد تكون محاطة بمعترضين عليها، سواء في درعا أو حضر أو القنيطرة، مما يجعل من الصعب عليها القيام بعمل عسكري من هذا النوع دون دعم خارجي واضح.
وأضاف أنه لا يستبعد أن تكون العملية تصرفًا فرديًا، أو حتى من تدبير إسرائيل نفسها؛ بهدف تبرير تعزيز وجودها العسكري وتوسيع مناطق سيطرتها، بذريعة مواجهة مجموعات مدعومة من إيران أو جهات أخرى.
مع ذلك، لا يمكن استبعاد الفرضية الثانية، وهي أن إيران قد تكون وراء هذا التطور، بالنظر إلى عمق معلوماتها ونفوذها في الجغرافيا السورية.