الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن

logo
العالم العربي

"اليوم التالي".. هل يُعيد تاريخ "الاقتتال الداخلي" نفسه في لبنان؟

"اليوم التالي".. هل يُعيد تاريخ "الاقتتال الداخلي" نفسه في لبنان؟
عناصر من حزب اللهالمصدر: رويترز
01 نوفمبر 2024، 1:07 م

ريمان ضو - إرم نيوز

تشير معظم التقارير الإعلامية والدبلوماسية إلى فشل المبعوث الأمريكي آموس هوكستين، في محاولته الأخيرة لوقف إطلاق النار بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل، بعد زيارته تل أبيب برفقة بريت ماكغورك، فيما تثار تساؤلات بشأن اليوم التالي لوقف الحرب في لبنان، وفيما إذا كان تاريخ "الحرب الأهلية" و"الاقتتال الداخلي" سيعيد نفسه في لبنان مجدداً.

ومن الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يريد إنهاء الحرب في لبنان  حاليًا قبل تحقيق كل أهدافه، والقضاء على البنية التحتية لميليشيا حزب الله، وإبعادها عن الحدود الجنوبية.

غير أن ما يقلق اللبنانيين، ليس فقط وقف الحرب التدميرية، بل أيضًا اليوم التالي لوقف إطلاق النار، انطلاقًا مما حصل بعد نهاية حرب يوليو/تموز العام 2006..

انقلب حزب الله آنذاك على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، الذي ساهم عبر اتصالاته الدبلوماسية بالاتفاق على القرار الأممي 1701، واعتصم، إضافة إلى حركة أمل والتيار الوطني الحر، في ساحة رياض الصلح لأكثر من عام ونصف، وشل وسط البلد، وصولًا إلى أحداث 7 مايو/ أيار العام 2007، حيث اجتاح العاصمة بيروت ومناطق الجبل بالسلاح.
 
فهل تتكرر هذه الأحداث في ظل انقسام سياسي واضح، خصوصًا حول رفض مشاركة ميليشيا حزب الله في هذه الحرب، وما جرته من دمار وخراب على لبنان، بعد أن عطلت المؤسسات ومنعت انتخاب رئيس للجمهورية.

تاريخ حافل بالحروب الأهلية

يشير الصحفي اللبناني، ربيع الهبر، إلى أن "لبنان كان دائمًا مسرحًا لحروب إقليمية على أرضه، وتاريخه حافل بالحروب الداخلية التي تبعت اندلاع حروب وتغييرات في المنطقة، وقلب كل التحالفات في الداخل اللبناني؛ ما أسفر عن اقتتال داخلي".

وتوقع الهبر، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "يكون اليوم التالي للحرب الإسرائيلية على لبنان، شبيها بما كان يحصل في السابق".

ويسرد الهبر أنه "بعد كل حرب إقليمية، كان لبنان يدفع الثمن، فمنذ العام 1842 وأيام العثمانيين تم الدفع بالحرب العام 1860.. وبعد الوحدة العربية بين مصر وسوريا، والعدوان الثلاثي الإسرائيلي البريطاني والفرنسي ضد مصر نتجت ثورة 1958".

و"العام 1978، حصلت عملية الليطاني التي نتج عنها إنشاء جيش لبنان الحر، ووضع خط الليطاني، الذي زعمت إسرائيل بأنه خط حدودي، فاندلعت حينها حرب المائة يوم، وتبديل في التحالفات بين الجبهة الشعبية وقوات الردع التي كانت قد دخلت في الأساس إلى لبنان بشبه اتفاق بينهما، وتبع ذلك اتفاق كامب ديفيد الذي غير التحالفات في المنطقة"، بحسب الخبير.

وتابع: :بعد الاجتياح الإسرائيلي العام 1982، حاول الجيش اللبناني إزالة مخالفات النازحين من الجنوب في منطقة الرمل العالي والأوزاعي وكورنيش المنارة والروشة؛ ما أدى إلى اشتباك بين الجيش وحركة أمل، وبعدها نشوب حرب الضاحية ومن ثم حرب الجبل. ووصولًا إلى أحداث يوليو/تموز العام 2006، التي أدت إلى حرب داخلية في مايو/أيار العام 2007، عندما اجتاح حزب الله بيروت ومناطق الجبل".

وختم الهبر أنه "نتيجة الحروب الإقليمية التي يكون مسرحها الأراضي اللبنانية، يكون بنتيجتها خلق توازنات داخلية، وتغيير بالمشهد بعد صراعات بين اللبنانيين".

أخبار ذات علاقة

دبابة إسرائيلية على الحدود مع لبنان

هل تهدد إضافات إسرائيل على "القرار 1701" مستقبل "حزب الله"؟

 

الابتعاد عن منطق المكابرة

في المقابل، رأى الأكاديمي والباحث، د. أحمد الزعبي، أن "اللحظة السياسية الراهنة تستدعي استنفارًا وطنيًا على أكثر من مستوى للاتفاق على مشروع وطني يستطيع من خلاله لبنان تجاوز آثار العدوان على كل المستويات".

وأشار الزعبي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى "أهمية الابتعاد عن المنطق الانتهازي والمكابرة والاستعلاء واصطياد الفرص، باعتبار ذلك كفيل بتجاوز لبنان هذه اللحظة الخطيرة في تاريخه الحديث".

وأضاف أن "إسرائيل غير معنية بالمساعدة على إبرام التوافقات الداخلية، لافتًا إلى أن وقف إطلاق النار مرتبط بسؤال كبير، هو: من يستطيع أن يعطي إسرائيل ضمانات لمنطقة الشمال؟".

وقال الزعبي إنه "بناءً على ذلك، من الصعب التخيل بأن يكون هناك توافق داخلي سياسي على الملفات الشائكة والصعبة".

وأعرب عن قلقه من غياب التوافقات في المرحلة المقبلة، بناءً على التكوين السياسي للبنان، وقياسًا على المرحلة التي شهدها منذ العام 2006 وحتى عام 2024.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC