شهدت السجون الحوثية في صنعاء واقعة وفاة جديدة لمعتقل يمني؛ نتيجة التعذيب والإهمال الطبي المتعمد من قبل الميليشيا، وفق مصادر يمنية حقوقية.
وقالت المصادر لـ"إرم نيوز"، إن "الشاب علي محمد السيد من أبناء محافظة البيضاء، البالغ 30 عامًا، جرى اعتقاله قبل 7 سنوات من قبل حاجز أمني تابع للحوثيين في صنعاء، دون أي مسوّغ قانوني، أصيب أخيرًا بإعياء شديد بسبب ما يتعرض له من تعذيب دوري".
وأضافت المصادر أن "القائمين على السجن المركزي الذي كان يُحتجز فيه السيد رفضوا تقديم أي نوع من أنواع الرعاية الطبية له، ليضاعف ذلك من سوء حالته الصحية، ما نتج عنه وفاته".
في الوقت نفسه، أكدت "الشبكة اليمنية للحقوق والحريات" أن "احتجاز السيد، طيلة هذه السنوات في ظروف غير إنسانية، وحرمانه من حقه في الرعاية الصحية والمحاكمة العادلة، ومن التواصل مع أسرته، وإخضاعه للتعذيب الجسدي والنفسي حتى وفاته، يُعدّ جريمة قتل عمد تحت التعذيب".
وأضافت الشبكة الحقوقية، في بيان على حسابها في منصة "إكس"، أن ما حدث "يرقى في توصيفه القانوني إلى جريمة جسيمة لا تسقط بالتقادم، وتستوجب المساءلة الجنائية الفردية لكل من شارك أو تغاضى بالسكوت عن هذه الانتهاكات".
وأشارت إلى أن هذه الواقعة ليست حادثة معزولة، بل تأتي ضمن نمط واسع وممنهج من الانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الحوثي بحق المختطفين والمخفيين قسرًا في مناطق نفوذها، في ظل غياب الضمانات القانونية، واستمرار سياسة الإفلات من العقاب.
وتأتي حادثة وفاة السيد عقب أسبوع واحد فقط من مقتل معتقل آخر تعرض لتعذيب وُصف بـ"القاسي"، الاثنين الماضي، بعد أيام من احتجازه من قبل الميليشيا وإيداعه أحد سجونها في محافظة عمران شمالي صنعاء.
إلى ذلك، وطبقًا لإحصائيات رسمية صادرة عن جهات حكومية، وأخرى صدرت عن جهات حقوقية محلية، فإن "المئات من أصل آلاف المعتقلين الذين يتعرضون لشتّى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في سجون ومعتقلات الحوثيين، توفوا أو قُتلوا جراء ذلك، فضلًا عن تعرض بعضهم لعمليات تصفية جسدية مُباشرة".
كما تُظهر الإحصائيات المتداولة "إصابة العديد من المعتقلين والمختطفين لدى الحوثيين بأمراض مُزمنة وإعاقات جسدية وبصرية وسمعية، وفقدان للذاكرة، والإصابة بالشلل الكلي أو النصفي".