أعلن محافظ واسط، محمد المياحي، استقالته من منصبه، بعد أيام على حادثة الحريق المأساوي التي شهدها أحد المراكز التجارية في مدينة الكوت.
وأسفرت الفاجعة عن مقتل أكثر من 80 شخصاً، وإصابة العشرات، بينهم نساء وأطفال.
وقال المياحي في بيان إن استقالته تأتي "إكراماً لدماء الشهداء كونهم يحتاجون لموقف يضمد جزءاً من جراحهم الأليمة".
وأشار إلى أنها "وفاء لهم، ولأهالي هذه المحافظة التي خدمتها بعيني وعرق جبيني، ولم أدخر جهداً في أي لحظة من خدمتي" وفق تعبيره.
ويأتي قرار الاستقالة بعد تصاعد الغضب الشعبي في المحافظة، حيث تتواصل التظاهرات الغاضبة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن "الإهمال الإداري والرقابي" الذي سمح باستمرار عمل بناية تجارية غير مستوفية لشروط السلامة، رغم وجود مخالفات معلنة في تقارير سابقة للدفاع المدني.
وكانت فاجعة حريق الكوت قد وقعت في "هايبر ماركت"، ليل الأربعاء/ الخميس الماضي، وأثارت موجة واسعة من الحزن والاستنكار، وسط مطالب بإقالة عدد من المسؤولين المحليين، ومحاسبة المتسببين.
وعقب الحادثة، أصدرت وزارة الداخلية توجيهات بغلق مئات المنشآت المخالفة لشروط السلامة في عدة محافظات، على رأسها: النجف، وكربلاء، وبابل، وأكدت أنها ستراجع إجراءات الدفاع المدني على مستوى البلاد.
وتعد هذه الاستقالة الأولى لمسؤول رفيع على خلفية الحادثة، في ظل ترقّب الشارع العراقي لنتائج التحقيقات التي وعدت الحكومة المركزية بإعلانها قريباً، وسط دعوات نيابية لمحاسبة المقصرين، وعدم الاكتفاء بالإقالات الرمزية.