يشهد ريف حلب الشرقي معارك طاحنة بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وقوات "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمسيرات والعربات والمدرعات المصفحة.
وذكر سيامند علي، الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية، لـ"إرم نيوز"، أن الفصائل المدعومة من أنقرة، شنت يوم الخميس هجوماً واسعاً على محور سد تشرين"، وأكد: "استطاعت قواتنا صد الهجوم وإيقاع الفصائل في كمائن محكمة".
واعتمدت فصائل الجيش الوطني، في هجومها الأخير، على المسيرات التركية بيرقدار tb2، والمدفعية الثقيلة، محاولة التقدم على محور سد تشرين باتجاه مدينة كوباني (عين العرب).
وقال سيامند علي: "المعلومات الأولية تؤكد وقوع 50 قتيلاً من المجموعات المسلحة المدعومة من تركيا، إضافة إلى تدمير عربات ومدرعات ومعدات أخرى".
كما قامت قوات الجيش الوطني بشن هجوم آخر على محور جسر قراقوزاق.
ويؤكد الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب، أن هذا الهجوم فشل أيضاً في تحقيق أي تقدم في المنطقة.
وحول كيفية تعامل قوات قسد مع المسيرات التركية بيرقدار، يقول سيامند علي إنهم لجؤوا إلى سياسة حفر الخنادق والأنفاق، إضافة إلى تطوير بعض الأسلحة التي تستطيع إسقاط المسيرات.
وأضاف: "يبعد سد تشرين وقراقوزاق، عن مدينة كوباني، حوالي 50 كيلومتراً، ويعني سقوطهما عسكرياً محاصرة المدينة لتتحول المعركة بعد ذلك إلى حرب شوارع".
وتقع مدينة كوباني (عين العرب) على الحدود التركية، ما يرفع احتمال تعرضها لهجوم من الجيش التركي بهدف دعم المجموعات المهاجمة من جهة الغرب.
ويقول سيامند علي: "لا نستبعد قيام الجيش التركي بمحاولة للهجوم على كوباني عبر الحدود لدعم المجموعات المهاجمة من الجهات الأخرى، لكن ما يمنع أنقرة من ذلك هو الضغط الدولي".
وتعتبر المسيرات التركية بيرقدار، ميزة إضافية لدى قوات الجيش الوطني، إضافة إلى المعدات الأخرى كالمدرعات والعربات المصفحة، لكن قوات قسد المدعومة أمريكياً، تملك العديد من الأسلحة الثقيلة والخبرات في القتال، ما يجعلها تستطيع الصمود لفترات طويلة.
المحلل السياسي مازن بلال، يرى أن المعارك في شمال شرق سوريا، يمكن أن تأخذ شكل "الكر والفرّ" ريثما يتمكن الأمريكيون والأتراك من إيجاد صيغة توافقية لحل هذا الملف بالطرق السلمية.
وتؤكد المجريات على أرض الميدان، صعوبة الحسم العسكري بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات الجيش الوطني، إضافة لارتباط جهات دولية بالطرفين يمكن أن تؤثر في فرض التسوية أو الهدنة المؤقتة.
المصادر الأهلية في مدينة منبج، ترجح بقاء الجبهات على حالها دون إحراز تغيرات جذرية في خطوط التماس، نظراً لتكافؤ القوى تقريباً بين الطرفين.
وتشير تلك المصادر إلى التسوية التي رعاها الأمريكيون والأتراك، عندما انسحبت قسد من منبج ودخلت قوات الجيش الوطني، حيث من المرجح اللجوء للمفاوضات لفرض التهدئة والحل في عموم تلك الجبهات.