logo
العالم العربي

قيادات "الصف الأول" لحماس بالخارج.. الهدف الجديد لإسرائيل

الجيش الإسرائيليالمصدر: رويترز

عاد سيناريو تنفيذ إسرائيل عمليات اغتيال ضد قادة الصف الأول من قيادات حركة حماس خارج قطاع غزة، ضمن اعتبارات سياسية وأمنية إسرائيلية، خاصة بعد تصعيد إسرائيل لعملياتها ضد حزب الله في لبنان عبر اغتيال علي الطبطائي.

وتسود مخاوف لدى حركة حماس من حدوث عمليات اغتيال إسرائيلية جديدة ضد بعض قياداتها خارج الأراضي الفلسطينية، بحسب تقارير.

وتحدثت مصادر كبيرة في الحركة إلى «الشرق الأوسط» عن تزايد في معدلات القلق من استهداف المستوى القيادي، خصوصًا بعد اغتيال المسؤول البارز في «حزب الله» اللبناني، هيثم الطبطبائي.

ويرى محللون أن إسرائيل قد تلجأ إلى مثل هذا السيناريو مجددًا، لتوجيه رسائل مباشرة لحركة حماس ورفع الكلفة السياسية والأمنية للدول التي تفكر في استضافة قادة الحركة.

وأشارت تقارير عدة إلى أن حماس بدأت اتخاذ إجراءات أمنية احترازية مشددة، تحسبًا لتنفيذ إسرائيل عمليات اغتيال ضدها.

أخبار ذات علاقة

قوات إسرائيلية في الضفة الغربية

القوات الإسرائيلية تنفذ سلسلة اقتحامات واعتقالات بالضفة الغربية (فيديو)

سياسة إسرائيلية

وقال المحلل السياسي محمد هلسه، إن "اغتيال الطبطبائي لا ينفصل عن السياق العام للسياسة الإسرائيلية، رغم عدم ارتباطه المباشر بما يجري في قطاع غزة".

وأضاف لـ"إرم نيوز": "إسرائيل تتبنى إستراتيجية استهداف قيادات الفصائل الفلسطينية في الخارج، وتجاوزت سابقًا حدود العداء التقليدية، عبر تنفيذ اغتيالات في دول لا تخوض حربًا وليست معادية معها كقطر، وكذلك في الأردن ومالطا".

وتابع: "اغتيال قادة الفصائل الفلسطينية ليس خطّّا أحمر بالنسبة لإسرائيل، بل يرتبط فقط بتوقيت سياسي وأمني تراه مناسبًا"، لافتًا إلى أن "جهاز الموساد يمتلك قدرة واسعة على الرصد والتغلغل، وقد سبق ونفذ عمليات في عمق دول ذات سيادة"، مستشهدًا باستهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

وقال: "إسرائيل قد تلجأ في المستقبل القريب إلى تصفية قيادات في حركة حماس وفصائل أخرى، إذا رأت أن الظروف السياسية والأمنية تسمح بذلك، وإن هذا الخيار لا يزال مطروحًا بقوة على طاولة صناع القرار في إسرائيل".

وأضاف هلسه أن "بعض قيادات حركة حماس تحدثوا مؤخرًا عن محاولات اغتيال فاشلة في إحدى الدول، دون الكشف عن اسمها؛ ما يؤكد أن إسرائيل مستمرة في استخدام الاغتيالات كأداة ردع ترى أنها تتفوق بها وتمتلك فيها اليد الطولى".

وأوضح أن "لجوء إسرائيل إلى سلاح الاغتيال يحمل رسائل متعددة المستويات، الأولى أمنية، كون الاغتيال يُعد إحدى أدوات القمع إلى جانب الصواريخ والدبابات والحصار،

أما الرسالة الثانية، فسياسية، موجهة إلى الدول التي تؤوي قادة الفصائل الفلسطينية، بأن استمرار استضافتهم قد يضع تلك الدول في دائرة الاستهداف الأمني".

أخبار ذات علاقة

الجيش الإسرائيلي

الجيش الإسرائيلي: استهدفنا عنصراً في حماس رداً على "خرق الهدنة"

عقيدة أمنية

ويرى المحلل السياسي نبهان خريشة، أن سياسة الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل ضد خصومها، سواء من حزب الله أو حركة حماس، ليست جديدة، بل تشكل جزءًا من عقيدتها الأمنية.

وقال لـ"إرم نيوز": "إسرائيل لا تحتاج إلى استخدام عملية اغتيال علي طباطبائي لتوجيه رسائل ردع أو إثبات قدرتها على الوصول إلى قيادات حركة حماس في الخارج؛ لأنها سبق أن نفّذت ذلك بالفعل".

 وأضاف: "الاغتيالات تمثل جزءًا ثابتًا من العقيدة الأمنية والسياسية الإسرائيلية، تُستخدم كلما توفرت الفرصة والظروف المناسبة لذلك."

وتابع: "اغتيال علي طباطبائي، رئيس أركان حزب الله، يعد مؤشرًا واضحًا على إمكانية انتقال إسرائيل لتصفية قيادات حركة حماس في الخارج، رغم أنها باتت أكثر حذرًا بعد فشل محاولتها الأخيرة في قطر؛ ما قيد حركتها نسبيًّا".

وأوضح أن "إسرائيل تعتبر الاغتيال أداة إستراتيجية ضمن ما تسميه اليد الطويلة، حيث تهدف من خلاله إلى إيصال رسائل ردع مستمرة، مفادها أنها قادرة على الوصول إلى أي هدف في أي مكان، ولن تتوقف عن استخدام هذا الأسلوب كجزء من أدوات الضغط والسيطرة."

وقال إن "الولايات المتحدة تعارض في الوقت الراهن تنفيذ إسرائيل لعمليات اغتيال موسعة خارج الأراضي الفلسطينية، سواء في غزة أو الضفة الغربية"، معتبرًا أن مثل هذه العمليات قد تُفشل اتفاق وقف إطلاق النار، وتهدد بشكل مباشر الجهود الأمريكية الرامية إلى تثبيته.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC