سلط الإعلان الإسرائيلي عن استخدام نظام اعتراض ليزري متقدم لاعتراض عشرات الطائرات المسيّرة التي أطلقها حزب الله اللبناني خلال الحرب على أهداف داخل العمق الإسرائيلي، الضوءَ مجددًا على كفاءة وفاعلية النظام الليزري في المعارك القادمة مقارنة بالأنظمة الدفاعية الجوية الأخرى.
وكشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأربعاء اعتراض عشرات المسيرات المحملة بالمتفجرات التي أطلقها حزب الله باستخدام نظام اعتراض ليزري جديد العام الماضي، وفقًا لِما نشرته وسائل إعلام عبرية.
وقالت الوزراة: "خلال الحرب الحالية، درس سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك جنود منظومة الدفاع الجوي، أنظمة الليزر ونشرها في الميدان، وحقق معدلات اعتراض متميزة أنقذت أرواح المدنيين وحمت الأصول الوطنية".
وأضافت: "النظام الجديد المستخدم خلال القتال هو نسخة أقل قوة من نظام اعتراض الليزر "الشعاع الحديدي" الذي من المقرر تسليمه إلى الجيش الإسرائيلي العام الحالي وكلا النظامين من تطوير شركة رافائيل الإسرائيلية للدفاع".
ونشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية مقطع فيديو وصورًا تُظهر نظامَي ليزر يُصيبان طائرات مُسيّرة ثابتة الأجنحة، ويخترقان أجنحتها ويُسقطانها، وأعلنت إسرائيل أنها تُخطط لإضافة أنظمة الليزر إلى منظومات دفاعها الجوي المُعتادة قريبًا.
وكان الجيش الأمريكي صرّح، العام الماضي، بأنه استخدم الليزر في الشرق الأوسط لإسقاط طائرات دون طيار، لكنه لم يُفصّل تلك العمليات أو يُقدّم فيديوهات لعمليات الاعتراض.
وسعت إسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى لسنوات إلى امتلاك أنظمة دفاع جوي تعمل بالليزر كوسيلة أقل تكلفة لتحييد التهديدات الجوية من الطائرات أو الصواريخ.
وتُعد هذه التكنولوجيا واعدة من حيث الفاعلية والتكلفة، رغم التحديات المتعلقة بظروف الطقس والقدرة على التعامل مع تهديدات متعددة في الوقت ذاته.
وقال عوزي روبين الرئيس السابق لوحدة الدفاع الصاروخي في إسرائيل، إن "أنظمة الليزر قد تُخفف وطأة المُسيّرة على الحروب، لكنها ليست بالفاعلية ذاتها ضد الصواريخ والقذائف الأسرع بكثير. كما أن أنظمة الليزر محدودة بظروف الطقس، ولا يمكنها حاليًا إصابة سوى هدف واحد في كل مرة.
وأضاف روبين في حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال": "أنا مُشكك. قد ينجح، لكنه لا يُغني عن الدفاع الاعتراضي".
وأعلن مسؤولون إسرائيليون أن أنظمة الدفاع الجوي بالليزر سوف تُدمج في نظام الدفاع الجوي متعدد المستويات في إسرائيل، مع نشر أنواع مختلفة من الصواريخ الاعتراضية اعتمادًا على نوع التهديد الجوي.
وتتراوح تكلفة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية" بين 50 إلى 100 ألف دولار أمريكي لكل صاروخ يُستخدم لاعتراض مقذوف، ويتعين على النظام إطلاقه بشكل متكرر لإحباط الهجمات، فيما تبلغ كلفة نظام الليزر عدة دولارات لكل استخدام.
كان النظامان اللذان تم نشرهما في القتال الفعلي ضد حزب الله نسختين أصغر حجمًا وأكثر قدرة على الحركة وأقل قوة من نظام "الشعاع الحديدي" الكبير، الذي روّج له القادة الإسرائيليون سابقًا بأنه سيُحدث نقلة نوعية.
وتُنتج شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، إحدى أكبر شركات الدفاع في إسرائيل، الأنظمة الثلاثة بالتعاون مع شركاء آخرين. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن نظام "الشعاع الحديدي" الأكبر والأقوى سيُنشر قريبًا.
