كشفت وسائل إعلام عبرية عن عملية معقدة نُفذت في خان يونس خلال الساعات الماضية، شاركت فيها وحدة "المستعربين" الإسرائيلية، لكنها فشلت في تحقيق هدفها المتمثل في تنفيذ تصفية مستهدفة؛ ما أثار موجة انتقادات واسعة.
وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن الجيش نفّذ عملية خاصة في خان يونس، لم يكن هدفها تحرير رهائن كما راج في الكواليس أثناء تنفيذها، فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بعدم وجود أي رهائن محررين من قطاع غزة، وسط غموض يكتنف تفاصيل الحدث.
من جانبه، قال المراسل العسكري لراديو الجيش، إن هناك تصريحات غير واضحة تشير إلى عدم إنقاذ أي رهائن من غزة صباح اليوم، في ظل حالة من الارتباك حول الهدف الحقيقي للعملية.
وأفاد مراسل إذاعة الجيش بأن العملية "تعثرت ولم تحقق هدفها الحقيقي"، مضيفًا أنه "لا ضرورة لتعريض وحدة خاصة للخطر من أجل اغتيال شخص، إذ يمكن استهدافه جويًّا".
من جهته، ذكر موقع "والّا" العبري أنه لا يوجد حتى الآن تأكيد رسمي من الجيش بشأن تنفيذ عملية لتحرير مختطفين في خان يونس، خلافًا لِما تم تداوله في البداية.
أما المحلل الإسرائيلي يوسي يهوشع من صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فأوضح أن هدف العملية كان اعتقال القيادي في حماس، أحمد سرحان، بغرض استجوابه وانتزاع معلومات تتعلق بالأسرى الإسرائيليين.
وبحسب التقارير العبرية، فقد حاولت القوة الخاصة اعتقال القيادي بعد ورود معلومات بخروجه من الأنفاق، مع احتمال وجود رهائن بصحبته، إلا أن القوة انسحبت من المكان دون تحقيق أهدافها، وسط تصريحات غامضة عن نتائج العملية.
وفي تعليق لإذاعة الجيش الإسرائيلي، قيل إن "التقارير تشير إلى أن إرسال قوة مستعربين تحت خطر كبير لم يكن من أجل اغتيال قيادي فلسطيني فقط، أو اعتقال زوجته وطفله"، مشيرين إلى أن استهدافه جويًّا كان سيكون أقل مخاطرة.
وتُرجّح التقديرات أن هدف العملية كان اعتقال القيادي حيًّا لاستجوابه داخل إسرائيل، لكنها تعقّدت وفشلت، ولم تحقق نتائج تتناسب مع المخاطر التي تحملتها القوة المنفذة.
وفي هذا السياق، أفاد شهود عيان بأن قوة مستعربين إسرائيلية تسللت إلى خان يونس جنوب القطاع صباح الأحد، مستخدمة حافلة بيضاء وصلت إلى شارع مارس في حي المحطة، بدت كأنها تقل نازحات مع أمتعتهن.
ونزل من الحافلة 9 أفراد يرتدون ملابس نسائية، بعضهم بوجوه مكشوفة وآخرون متنكرون بـ"النقاب"، وتوجهوا إلى منزل يعود لعائلة سرحان، كان تعرض لأضرار جراء قصف إسرائيلي سابق.
ووفق روايات شهود العيان، سُمع إطلاق نار في المنطقة قبل أن تنسحب القوة الإسرائيلية تحت غطاء جوي كثيف، تخلله عشرات الغارات.
وإثر هذه العملية، قضى أحمد كامل سرحان داخل المنزل، كما اختطفت القوة زوجته وطفله، وفي محيط المكان، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية عائلة فلسطينية؛ ما أدى لمقتل 6 أشخاص.
واستمرت العملية نحو 20 دقيقة، وجرى العثور في المكان على أعقاب بنادق وفوارغ رصاص وقنابل دخانية وألبسة نسائية ومتعلقات، بالإضافة إلى صندوق فارغ مموّه يبدو كأنه من أمتعة نازحين.
ويُعتقد أن استخدام القوة للزي النسائي جاء بعد صدور أوامر إسرائيلية بإخلاء مناطق شمال شرقي خان يونس، بدعوى وجود إطلاق صواريخ منها.