logo
العالم العربي

ميليشيا الحوثي تحوّل مئات المدارس إلى معسكرات للتجنيد

ميليشيا الحوثي تحوّل مئات المدارس إلى معسكرات للتجنيد
عناصر حوثيينالمصدر: (أ ف ب)
14 فبراير 2025، 10:32 ص

قال خبراء، إن ميليشيا الحوثي لم تعد تكتفي باستراتيجيتها طويلة الأمد في "أدلجة التعليم" في المناطق الواقعة تحت سيطرتها باليمن، لتتجاوز الأمر نحو التجنيد.

ومنذ انخراط الحوثيين في الصراع الإقليمي أواخر العام 2023، باتت المدارس والجامعات مراكز تعبئة عسكرية وتجنيد إجباري للمقاتلين في سياق برنامج "التعبئة الشعبية العامة"، تحت شعارات "إسناد غزة ومواجهة إسرائيل والولايات المتحدة".

وتستعد ميليشيا الحوثي منذ عدة أشهر، لمواجهة أي سيناريو عسكري مرتقب داخلي أو خارجي، في ظل تنامي تهديداتها على المستوى الإقليمي والدولي.

أخبار ذات علاقة

خفر السواحل اليمني في البحر الأحمر

اعترافات حية.. تفاصيل ضبط عملية تهريب إيرانية لدعم الحوثيين (فيديو)

 

وكشفت منظمة "ميّون لحقوق الإنسان" المحلية، الأربعاء الماضي، عن رصد وتوثيق أكثر من 700 مدرسة حكومية وأهلية، استخدمها الحوثيون كمراكز تجنيد للطلاب الأطفال وتدريبهم على جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وأعلن زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، في يناير/ كانون الثاني المنصرم، تجنيد 816 ألف مقاتل خلال العام 2024، ضمن برنامج "التعبئة العامة" في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

مذهبية ضيّقة

ورأى أستاذ الفكر التربوي الإسلامي بجامعة صنعاء أحمد الدغشي، أن "الحوثيين منذ سنوات انقلابهم الأولى، اتخذوا فلسفة تربوية جديدة تقوم على فرض النظرة المذهبية الضيقة ".

وقال الدغشي لـ"إرم نيوز"، إن "هذا الأسلوب التعليمي يهدف إلى صناعة متعلمين نمطيين وأحاديي التفكير، غير قادرين على النقد، حتى وإن أرادوا ذلك لا يُسمح لهم".

 

وأشار إلى "جملة التعديلات والإضافات والمقررات التي أدرجها الحوثيون على المناهج الدراسية، سواء في التعليم العام أو الجامعي، لغرس ما يشاؤون من أفكار ومعتقدات، مقتبسة من مؤلفات زعيم الحوثيين السابق حسين الحوثي، وفرض طواقم تدريسية غير مؤهلة وأخرى موالية".

ورأى الدغشي، أن "كل ما يزرعه الحوثيون من أفكار لا يحظى بالقبول الواسع في مناطق سيطرتهم، باستثناء عناصرهم والموالين لهم".

والخميس الماضي، قتل طالبان جامعيان وأصيب 3 آخرين بجروح خلال "مناورة" عسكرية أقامها الحوثيون بالذخيرة الحيّة لـ1500 طالب ينتسبون لجامعتين أهليتين بتعز، فيما أصيب طالب آخر في المرحلة الإعدادية بطلقة نارية في الكتف، في أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، أثناء تدريبات عسكرية لطلاب إحدى المدارس، جنوبي محافظة إب.

كما سبق أن أصيب نحو 33 طالبًا وطالبة، جميعهم دون سنّ السابعة، في أغسطس/ آب الماضي، في انفجار غامض وقع بإحدى مدارس جنوب غرب صنعاء.

أخبار ذات علاقة

مساعدات يقدمها برنامج الأغذية العالمي في اليمن

الأمم المتحدة تندد بوفاة أحد موظفي "الأغذية العالمي" في سجون الحوثيين

 

كلفة كبيرة

بدوره، يشير القائم بأعمال وكيل قطاع التعليم في وزارة التربية والتعليم، لدى الحكومة المعترف بها دوليًا، علي ناجي، إلى "كلفة كبيرة لممارسات الحوثيين تجاه المؤسسات التعليمية ومنتسبيها، على الصعيدين الحالي والمستقبلي".

وقال ناجي لـ"إرم نيوز"، إن "الأطفال الذين يتم تجنيدهم سيكونون عرضة للصدمات النفسية، جراء ما يشاهدونه ويمارسونه من عنف؛ ما سيؤدي إلى مشاكل نفسية طويلة الأمد".

ورأى أن "الأطفال الذين يتم تجنيدهم وتدريبهم على استخدام السلاح، "قد يواجهون صعوبة في التكيّف مع الحياة المدنية لاحقًا، وهذا ما يقودنا إلى استمرار عجلة العنف والجريمة في المجتمع، ويؤثر على أمنه واستقراره".

 

ولفت ناجي، إلى أن "الحل الوحيد لهذه المشكلة المؤرقة، يتجسد في تحقيق السلام والاستقرار في البلد، وبناء دولة قانون تحمي حقوق الأطفال وتوفر لهم فرصًا كافية في التعلم والتنمية".

ووفقًا لتحالف "ميثاق العدالة من أجل اليمن"، فإن الحوثيين عقدوا منذ الـ 7 من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، 3 دورات تدريبية مدة كل منها 3 أشهر في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، "دون أن يعود الكثير من الأطفال من هذه الدورات إلى أسرهم".

وقال التحالف في بيان الأربعاء، إن 7171 طفلًا يمنيا جُندوا، منذ سبتمبر/ أيلول 2015 وحتى الشهر ذاته من العام الماضي، قتل منهم 5552 طفلًا أثناء الأعمال القتالية والعسكرية، وأصيب 48 آخرين، بينما لا يزال 503 أطفال في جبهات القتال، و907 أطفال يواجهون مصيرًا مجهولًا، إضافة إلى عودة 161 طفلًا إلى أسرهم.

أخبار ذات علاقة

مسلح يتبع ميليشيا الحوثي

"استراتيجيات بديلة".. الحوثيون يتمددون نحو القرن الأفريقي

 

جريمة حرب

واعتبر رئيس منظمة "سام للحقوق والحريات" توفيق الحميدي، أن ما يفعله الحوثيون في المدارس، "يمثّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويعدّ جريمة حرب، وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".

وقال الحميدي لـ"إرم نيوز"، إن "خرق حقّ الأطفال في التعليم الحرّ، يؤدي إلى انتاج أجيال مؤدلجة، تخدم أجندات العنف والانقسام".

ودعا إلى "تحرك قانوني دولي عاجل يواجه هذه الجرائم، عبر توثيق الانتهاكات، والعمل على محاسبة المتورطين فيها، إضافة إلى فرض عقوبات دولية أكثر صرامة".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC