يبدو أن قطع كل الطرق على ميليشيا "حزب الله" للاحتفاظ بسلاحه الخارج عن الدولة، سيُدخل لبنان خلال الفترة القادمة في نفق مظلم بأوامر من طهران، باستخدام الاغتيالات والعمليات التخريبية، لإخراج البلد عن السيطرة وتعطيل عملية نزع السلاح التي وافق عليها مجلس الوزراء، أخيراً، وكلّف الجيش بوضع خطة يكون منفذاً لها على مراحل، لحصر السلاح في يد الدولة فقط.
هذا ما كشفت عنه مصادر دبلوماسية لبنانية رفيعة المستوى، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، مؤكدة أن لبنان تلقى تحذيرات من أجهزة استخبارات دول صديقة، عربية وغربية، على أن هناك تعليمات صادرة من طهران لـ"حزب الله" بتجهيز خطط عمليات لاغتيال شخصيات مسؤولة ووزراء في الحكومة وزعماء سياسيين، عملوا على الدفع بعملية سحب السلاح حتى باتت قرارًا رسميًا للدولة اللبنانية.
وأوضحت المصادر، في هذا الصدد، أن الخطة التي طلب إعدادها، بغرض إخراج لبنان عن السيطرة، تشمل أيضًا تحديد مواقع مهمة في العاصمة، وأماكن أخرى لقوى سياسية لبنانية، لتكون تحت أوامر التنفيذ هي الأخرى عبر عمليات تخريبية.
وقالت المصادر الدبلوماسية، التي رفضت الكشف عن هويتها، إن هناك سفارات غربية وعربية قدمت تحذيرات للسلطات العليا في لبنان، في إشارة إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وقيادة الجيش ومديرية المخابرات والأمن العام، لما أسموه معلومات وتحريات عن تجهيز موجة اغتيالات تستهدف مسؤولين لبنانيين رفيعين وزعماء سياسيين ووزراء، خلال الفترة القادمة، من قبل جهات في الداخل بدعم خارجي، في إشارة لحزب الله وإيران، على خلفية نزع سلاح الميليشيا اللبنانية.
وأفادت المصادر بأن التحذيرات التي نقلت بعضها سفارات في بيروت للحكومة والمؤسسات المعنية في لبنان، من أجهزة استخباراتية في بلدانها، جاء فيها أن هذه العمليات التي ستأخذ شكل موجة عمليات تخريبية، تضع بشكل محدد استهدافات لمسؤولين من كبار رجال الدولة، لأسباب، بينها تعطيل نزع السلاح بإدخال البلاد في موجة من الأعمال الإرهابية، وفي الوقت نفسه، أن يكون ذلك عقابًا لمسؤولين جهزوا وخططوا لقرار نزع السلاح الذي بات يحظى بشرعية دولية بعد أن خرج بشكل رسمي من مجلس الوزراء.
وترى المصادر أن من أهم أهداف اللجوء لعمليات اغتيال لمسؤولين أو عمليات تخريبية، من جانب أي جهة متضررة من قرار الحكومة، هو خلق قضية "رفيق حريري" جديدة؛ أي اغتيالات على طريقة التخلص من رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، حتى تدخل البلاد إلى نفق مظلم، مما يجعل لبنان بمثابة مشكلة دولية، وهو ما ينهي بالطبع صلاحية الحكومة الحالية والدعم الذي تحظى به داخليًا وعربيًا ودوليًا.
وتابعت المصادر أن جعل لبنان بمثابة "مشكلة دولية" يعطل نزع سلاح حزب الله لسنوات، ويحمل من جهة أخرى رسالة تهديد لأي مسؤول يذهب بعد ذلك إلى التفكير حتى في المساس بسلاح حزب الله، الذي هو سلاح إيراني بالأساس، لتكون الرسالة واضحة للدول الداعمة عربيًا وغربيًا لعملية سحب السلاح.
من جهة أخرى، أكدت مصادر أمنية لبنانية أن هذا المخطط وصلت بخصوصه معلومات إلى مديرية الأمن العام في لبنان، وبالفعل تجهزت إدارات معنية في الجيش والأمن الداخلي لوضع خطط تتعلق برفع درجة التأمين والحماية القصوى للمسؤولين كافة، أكثر مما هي عليه.
وبحسب المصادر الأمنية، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، فإن هناك خططًا تم العمل عليها لحماية المؤسسات الحكومية والمقار الرسمية للوزارات والمواقع الدينية من أية عمليات تخريبية، بالإضافة إلى مناطق تجارية وأسواق ومصارف ومزارات سياحية.
واستكملت المصادر أن هناك ترتيبًا وتعاونًا وتنسيقًا على أعلى مستوى بين الأجهزة الأمنية والجيش ومديريات فرعية لرفع الإجراءات التأمينية، خاصة في المواقع التي يكون بصددها في مثل هذه الظروف استهدافات، ومن بين ذلك مطار رفيق الحريري الدولي، فضلًا عن رفع عملية الجاهزية والتنسيق التام بين أجهزة المعلومات على مدار الساعة.