ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور واصل أبو يوسف، أن الشعب الفلسطيني وجميع القائمين عليه، لن يقبلوا بما جاء ضمن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إنهاء الحرب في غزة، بأن يقوم أجانب بقيادة الفلسطينيين في غزة أو أي مكان بالدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن إسرائيل استغلت 7 أكتوبر لتحقيق أهداف استراتيجية في صدارتها تهجير الفلسطينيين.
وأوضح أبو يوسف، في حوار مع "إرم نيوز"، أنه تم الاتفاق مع الأشقاء العرب على تشكيل لجنة إدارية من مسؤولية منظمة التحرير والحكومة الفلسطينية من أجل الإشراف بعد الحرب على إعادة الإعمار في غزة والتعافي وغير ذلك.
وقال أبو يوسف إن الأهداف الإستراتيجية للحكومة الإسرائيلية كانت استمرار الحرب على غزة بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، إذ كان يدفع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، منذ اللحظة الأولى، لذلك؛ لسببين: الأول تنفيذ إستراتيجيات الاحتلال الهادفة لمنع إقامة دولة فلسطينية وتشتيت حقوق الشعب الفلسطيني وضرب تمثيلهم، والسبب الآخر بقاؤه في سدة الحكم؛ إذ إن قضايا الفساد والمعارضة الداخلية والخلافات كان يتهرب منها عبر الجرائم المرتكبة خلال الحرب ضد الشعب الفلسطيني.
إلى نص الحوار:
في الذكرى الثانية لأحداث 7 أكتوبر .. هل قدمت حماس لإسرائيل فرصة تاريخية لاحتلال غزة؟
في ذكرى حرب الإبادة المستمرة في ظل عامين من القتل والتدمير وكل ما له علاقة بخلق بيئة طاردة من أجل تهجير الشعب الفلسطيني وكسر إرادته، كان العمل من المحتل على شطب حق العودة وعدم إقامة دولة فلسطينية، وضرب التمثيل في منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وذراعها.
الاحتلال لا يحتاج إلى ذرائع للتنكر من حقوق الشعب الفلسطيني، لكنه استغل أحداث 7 أكتوبر من أجل الدفع بهذه الفرصة لتحقيق أهداف استراتيجية، ومن بين الدلائل على ذلك، الوثيقة التي سربت بعد أحداث 7 أكتوبر بـ4 أيام، والتي تتحدث عن أن أهم أهداف هذه الحرب عبر القتل والتدمير، تحقيق التهجير للشعب الفلسطيني إلى سيناء أو غيرها أو من الضفة الغربية والقدس إلى خارجها، وربما الدعم الأمريكي والشراكة في ذلك من جهة، ووقوف المجتمع الدولي إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي في بداية الحرب، من جهة أخرى، أعطى ضوءا أخضر للاحتلال للمضي في ذلك، ولكن أعتقد أن اليوم قد انقلبت المعايير في ظل عامين من القتل والتجويع والتعطيش للفلسطينيين واعتداءات المستوطنين؛ ما يعني أن قوات الاحتلال استغلت هذه الفرصة للتهجير والتدمير والقتل.
الشعب الفلسطيني ثابت على أرضه ووطنه داخل غزة.. كيف ترى منع مخطط التهجير؟
كما يعلم الجميع أن أهم أهداف الحرب إستراتيجيا التهجير، ومن أفشل هذا المخطط طوال عامين موقف الشعب الفلسطيني الثابت الذي يرفض ذلك، في ظل عمل حكومة الاحتلال على ارتكاب المجازر والتدمير والقتل ليس في غزة فقط ولكن في الضفة والقدس من خلال هدم المخيمات، بينها جنين وطولكرم، وفي ظل التوسع للحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية.
هناك تمسك وثبات من الشعب الفلسطيني بأرضه رغم كل ما تعرض له من قتل ودمار، في ظل موقف عربي حازم تقوده مصر والأردن بالرفض لأي تهجير لأبناء الشعب الفلسطيني، وكان الدعم والمساندة المفتوحة عالية السقف من الدول العربية كافة، في ظل الاجتماع السداسي والقمة العربية والقمة العربية الإسلامية، فقد مثل ذلك حائط صد ساعد الشعب الفلسطيني على ثبات موقفه والتمسك بأرضه ورفض التهجير.
خطة جديدة من ترامب.. هل تعتبرها فرصة لوقف الحرب أو لها هدف أسوأ؟
نحن بالنسبة لنا كفلسطينيين يهمنا مع طرح خطة ترامب 4 مسارات رئيسية: المسار الأول وقف فوري لهذه الحرب الإجرامية لأنه مع كل لحظة هناك شلال من دم الفلسطينيين، أما الثاني، فهو رفض كل ما يتعلق بتهجير أي من أبناء الشعب الفلسطيني، والثالث إنقاذ أبناء الشعب من الجوع والعطش وإدخال المواد الغذائية والطبية بشكل مستدام من خلال فتح المعابر وفك الحصار والتوزيع من خلال الأمم المتحدة، خاصة وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
أما المسار الرابع، فهو ضرورة دعم عملية سياسية مع زخم القضية الفلسطينية وتصدرها العمل الدولي، تقود لإنهاء الاحتلال وتدفع الشعب الفلسطيني إلى تسيد دولته المستقلة على كامل الأراضي المحتلة في الضفة وغزة والقدس، ولكن ما جاء في الخطة بوجود أجانب لقيادة الشعب الفلسطيني لا يمكن القبول به، لأن من يحكم الشعب الفلسطيني يكون منه وكان الاتفاق مع الأشقاء العرب على لجنة إدارية من مسؤولية منظمة التحرير والحكومة الفلسطينية من أجل الإشراف بعد الحرب على إعادة الإعمار والتعافي وغير ذلك.
تسليم المحتجزين الإسرائيليين في الأشهر الأولى للحرب من حماس.. هل كان من الممكن أن يكون الوضع مختلفا من حيث عدد القتلى وتدمير القطاع لو تم ذلك؟
الأهداف الإستراتيجية لحكومة الاحتلال استمرار الحرب، ومنذ اللحظة الأولى كان يدفع بنيامين نتنياهو لاستمرار الحرب لسببين: تنفيذ إستراتيجيات الاحتلال الهادفة لمنع إقامة دولة فلسطينية وتشتيت حقوق الشعب الفلسطيني وضرب تمثيلهم، والسبب الآخر هو بقاؤه في سدة الحكم؛ إذ إن قضايا الفساد والمعارضة الداخلية والخلافات كان يتهرب منها عبر الجرائم المرتكبة خلال الحرب ضد الشعب الفلسطيني.
هل الاعترافات الغربية بالدولة الفلسطينية من الممكن الرهان عليها على المدى القريب؟
هذه الاعترافات مهمة للغاية، ولا سيما أمام المؤتمر الدولي الذي جرى في الـ22 من الشهر الماضي بنيويورك، باعترافات من دول وازنة وأخرى كانت مواقفها تنحاز للاحتلال، الاعتراف أمر مهم للغاية وسط وجود 160 بلدا تعترف بالدولة الفلسطينية.
نراهن ما بعد هذا الاعتراف وزخم القضية الفلسطينية وكل ما له علاقة بالجماهير التي خرجت في جميع أنحاء العالم لوقف الحرب، بالتأكيد هذه الحكومات أخذت نبض شوارعها في ظل الجرائم والعدوان مع عامين من مشاهد أشلاء الأطفال والتدمير وحرق البيوت واعتداءات على الحرم الإبراهيمي وكنيسة القيامة والمسجد الأقصى، أعطى زخما للقضية الفلسطينية في سبيل إيجاد حل.
الجميع بات يدرك أن حكومة اليمين المتطرف المحتلة لها ارتدادات على مستوى العالم، مع العدوان على الشعب الفلسطيني وإرهاب الدولة المنظم باعتداءاتها وقصفها للمدنيين وشن الحروب والاعتداءات على دول أخرى منها لبنان وسوريا، لذلك العالم بات يدرك ضرورة لجم التطرف والعدوان من هذا الاحتلال، لذلك هذه الاعترافات تزيد فرص إيجاد حل حقيقي واقعي لإقامة الدولة.
ما المطلوب من السلطة الفلسطينية لتكون العمود الأساسي للحل في غزة؟
بالتأكيد منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وذراعها في الأراضي الفلسطينية السلطة الوطنية هي المسؤول عن كل الأراضي الفلسطينية في إطار دولة فلسطين الواقعة تحت الاحتلال ومسؤوليتها اليوم مضاعفة في حال وقف الحرب من أجل التعافي وإنقاذ أبناء الشعب والقيام بعملية سياسية وإعادة الإعمار، لذلك المطلوب المسؤولية المباشرة لمنظمة التحرير والسلطة الوطنية على كل الأراضي المحتلة في غزة والضفة والقدس، وهذا الأمر تم الاتفاق عليه مع الأشقاء العرب وكانت هناك حوارات مع مصر وتم الاتفاق على تشكيل لجنة إدارية تحت مسؤولية حكومة دولة فلسطين لمتابعة كل هذه القضايا.
لن يقبل الشعب الفلسطيني أن يكون هناك أجانب يخوضون وصاية عليه، لأن هذا الشعب الذي ناضل وضحى وكافح هو المسؤول عن ما يمكن أن يشكل حالة من الوصول إلى الحرية والاستقلال.