أكد مسؤولون إسرائيليون، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أبدى حرصه على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بل وإنهاء الحرب بشكل كامل، والذي كان يعتبره الائتلاف الحكومي "خطًا أحمر"، قبل تحقيق "أهداف الحرب".
وبعد أن ردت إسرائيل بالموافقة على المقترح الأخير لاتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، تنتظر موافقة من حماس حول الاتفاق وسط مؤشرات إيجابية على قبول الحركة بالمقترح.
ويجمع محللون على توفر الاعتبارات لدى كل من حماس وإسرائيل للقبول بمسار يؤدي لنهاية الحرب، خاصة بالنسبة لنتنياهو الذي كان يُنظر إليه على أنه العقبة أمام إنهاء الحرب، ومع استعداده لدفع ثمن بديل يحمي بموجبه الائتلاف الحكومي من الانهيار إذا أبرم الاتفاق.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي تيسير عابد، أن حركة حماس تهدف من خلال اتفاق إنهاء الحرب لاستعادة حكم غزة، وبسط سيادتها وإحكام قبضتها، وقمع المعارضين لها.
وواجهت الحركة خلال الأشهر الماضية تحديات أمنية أضعفت بشكل أكبر قبضتها على غزة، خاصة مع فوضى السلاح والفلتان الأمني، وتنامي دور مجموعات مسلحة تعارض حماس مثل مجموعة "ياسر أبو شباب" الذي هاجم مرارًا عناصر من حماس.
وحاولت الحركة التي تقول إن أجهزتها الأمنية تتعرض لاستهداف دائم من قبل الجيش الإسرائيلي، الاستعانة ببعض العشائر من أجل استعادة ضبط الأوضاع في غزة ومنع خروجها عن سيطرتها تمامًا.
وبحسب عابد، فإن حماس أيضًا تبحث عن صورة انتصار لإعادة هيبتها، وكذلك محاولة ترميم قوتها العسكرية والحكومية في قطاع غزة، والاستفادة المالية من أموال إعادة الإعمار التي ستضخها أطراف عدة للقطاع في حال انتهاء الحرب.
وقال لـ"إرم نيوز" إنه "لا يوجد أي تقاطع بين أهداف المواطنين وأهداف الحركة حول إنهاء الحرب"، عازيًا ذلك إلى انفصال في الرؤى بين الحركة التي حكمت غزة على مدار نحو عقدين والفلسطينيين.
وأضاف: "لو كانت الحركة تأخذ مطالب الشعب واحتياجاته ومخاوفه في حساباتها الحزبية ومفاوضاتها، لتوقفت الإبادة منذ الأسبوع الأول" وفق تقديره.
وبدوره، يرى المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي إياد جودة، أن نتنياهو لديه من الرصيد ما يملكه الآن لإعلان رغبته في التوصل لاتفاق، أو إنهاء الحرب في غزة، بناء على عوامل سياسية وميدانية عدة.
وقال جودة لـ"إرم نيوز" إن "نتنياهو راكم صورة نصر سياسية حققها بعد أن نجح في تحييد حزب الله، وتوفير الأسباب لسقوط الرئيس بشار الأسد، وأخيرًا استهداف البرنامج النووي الإيراني وإلحاق ضرر فادح به".
وأضاف أن "هذه النجاحات من منظور نتنياهو رفعت شعبية حزب الليكود في إسرائيل من جهة، وقللت من تأثير ضغط حليفيه المتطرفَين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين كانا يعرقلان إتمام صفقة في غزة من جهة أخرى".
وأشار إلى أن نتنياهو يرغب في جني ثمن سياسي للحروب المتتالية التي شنها على غزة ولبنان وسوريا وإيران واليمن، يتمثل في توسيع اتفاقيات التطبيع، وانتظار صفقة كبرى بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحول إمكانية تقديم نتنياهو تنازلات لشركائه في ملف فرض السيادة على الضفة الغربية مقابل وقف الحرب في غزة، قال جودة إن "إسرائيل تعمل بشكل متسارع للسيطرة على الضفة الغربية، وتقطيع أوصالها عبر البؤر الاستيطانية".
وأردف: "نتنياهو قد يقر زيادة زخم ووتيرة الاستيطان في الضفة وصولًا لإعلان فرض السيادة الإسرائيلية عليها"، لافتًا إلى أن ذلك سيكون مرهونًا بمدى الضغوط الدولية التي ستمارس على إسرائيل لثنيها عن مثل هذه الخطوات.