ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
تراشق الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، اليوم الجمعة، الاتهامات بشأن تأخر تشكيل الحكومة، في وقت حذرت فيه صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية من أن "لبنان يتجه نحو الانهيار".
وتزامنت تلك المعركة مع تصاعد الاحتجاجات العنيفة في مدينة طرابلس شمال لبنان والتي أدت إلى مقتل شخص وجرح العشرات في مواجهات مع قوات الأمن.
يأتي ذلك وسط تحذيرات، بأن ما يحدث في طرابلس "قد يكون مقدمة لثورة جياع بسبب الأزمة المالية غير المسبوقة التي تعصف بالبلد العربي القائم على نظام توازن طائفي هش".
"لن أمدد للحريري"
وبدأت الحرب الكلامية بين الرئيسين؛ بمقال لعون أوردته صحيفة "الأخبار" الموالية لحزب الله، والتي قالت إنه "هاجم فيها الحريري واتهمه بأنه لا يحترم صلاحيات رئيس الجمهورية".
ونشرت الصحيفة المقال بعنوان "عون: لن أمدد والحريري لا يريد التعاون معي"، مشيرة إلى أن "عون أكد أنه لا يريد تمديد فترة رئاسته لأربع سنوات أخرى".
وقال عون في المقال: "تمسُّكي بالدستور وبصلاحياتي خصوصا هو الذي يمنع محاولة فرض حكومة غير متوازنة، أو التعرّض لصلاحيات رئيس الجمهورية. هناك مَن لم يعتد على احترام صلاحيات الرئيس، من دون احترام التوازن وما أسمّيه المعايير الموحدة لن أوقّع مرسوم حكومة".
"صيغة جديدة"
وعن انقطاع التواصل بينه وبين الحريري لفت عون إلى أنه "لا حاجة الى أن أدعوه كي يأتي إلى هنا.. قلت له قبلا أهلا وسهلا به في بعبدا، عندما يريد أن يأتي ومعه مشروع حكومة غير الذي أتى إليّ به في آخر اجتماع بيننا في 23 كانون الأول (ديسمبر)".
وتابع: "أتى بمسوّدة من 18 وزيرا، غير متوازنة، رفضتها، عندما يفكر في صيغة جديدة، أبواب بعبدا مفتوحة للرئيس المكلف، أما إذا أصر على مسودته تلك، فالأمر شأنه هو".
ورأى عون أن "الحريري بات يتصرّف كما لو أنه يملك أن يفعل في التأليف ما يشاء، وليس لرئيس الجمهورية سوى أن يوقّع".
"روايات غير صحيحة"
وفي رد على المقال، أصدر مكتب الحريري بيانا الجمعة، قال فيه إنه من المؤسف والمؤلم جدا أن يصدر الكلام المنقول عن رئيس الجمهورية في جريدة "الأخبار"، في ما البلاد تواجه "سيلا من الأزمات الصحية والأمنية والسياسية وتشهد العاصمة الثانية طرابلس هجمة منظمة تثير الريبة في أكثر من اتجاه".
وقال الحريري في بيانه: "وما يفاقم الأسف إلا تبادر دوائر القصر الجمهوري إلى نفي الكلام وتوضيحه، منعا لتحميل فخامة الرئيس وموقع الرئاسة مواقف وروايات غير صحيحة لا تستوي مع مكانة الرئاسة ومسؤولياتها الوطنية في هذه الظروف الصعبة".
"18 وزيرا"
وأكد بأنه "لن يتنازل عن المطالبة بحكومة من الاختصاصيين وأن عون يريد حكومة من الحزبيين"، مضيفا: "القطبية الخفية في هذا المجال لم تعد مخفية عندما يقول فخامة الرئيس في المقالة المنسوبة إليه سايرناه في حكومة من 18 وزيرا".
وتابع الحريري: "يبدو أنه لا يراها إلا كما يريدها هو.... لن نتحدث من الآن فصاعدا إلا في حكومة من 20 بإضافة وزيرين درزي وكاثوليكي.. وبالمختصر المفيد؛ لن تكون هناك حكومة إلا من 18 وزيرا... ونقطة عالسطر".
ولا يزال لبنان بدون حكومة منذ منتصف آب/أغسطس الماضي، بعد أن قدم رئيس الحكومة حسان دياب، استقالته بسبب الأزمة المالية وتفشي وباء "كورونا".
ويأتي تصاعد الحرب الكلامية في لبنان بعد الزيادة الكبيرة في إصابات "كورونا" وتحذيرات من تكرار "السيناريو الإيطالي".
ويعاني لبنان من نقص في التجهيزات الطبية وتراخي السلطات في اتخاذ إجراءات وقاية خاصة أواخر العام الماضي، عندما سمحت للملاهي والمطاعم بإقامة حفلات عيد الميلاد ورأس السنة ما أدى إلى تسارع كبير في عدد الإصابات.
وأشار تقرير لجامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية التي ترصد تطور الوباء في العالم إلى أن أكثر من 1000 مصاب بفيروس "كورونا" في لبنان توفي منذ بداية العام الجاري، أي ما يقارب من 40% من إجمالي الوفيات بالفيروس منذ تفشي الجائحة أوائل العام الماضي.
وبلغ عدد الإصابات في لبنان منذ بداية العام، 104274 حالة، أي أكثر من ثلث إجمالي عدد الإصابات منذ بداية الوباء والبالغ 285754 إصابة.
"البلد ينهار"
وفي تقرير نشرته الجمعة بعنوان "البلد ينهار: مستشفيات لبنان غارقة في موجة كوفيد"، لفتت صحيفة "فاينانشال تايمز" إلى أنّه "مع ندرة كلّ شيء من المعدّات إلى الأدوية، يقول مسعفون لبنانيّون إنّهم على حافّة سيناريو إيطاليا، حيث يتّخذون قرارات تتعلّق بالحياة أو الموت بشأن من يجب أن يحصل على الوسائل الطبيّة النادرة، مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كورونا" بعد عطلة عيد الميلاد".
وأشارت إلى أنه "بعد أسبوعين من الإغلاق الصارم، المطبّق بشكل غير متسق، أصبحت وحدات العناية المركّزة في لبنان ممتلئة بنسبة 94%، وفقًا لمدير مستشفى بيروت الحكومة الجامعي، أكبر مستشفى حكومي في لبنان، فراس أبيض".
وبين التقرير أن "الكثيرين يعتنون بأقاربهم في المنزل، مما يؤجج السوق السوداء لأجهزة التنفّس، بأجهزة مستعملة تصل قيمتها إلى 7500 دولار عبر الإنترنت، ومعدّات أخرى".
وأوضحت الصحيفة أن "انفجار مرفأ بيروت وفيروس كورونا كشفا عن نقاط ضعف في الرعاية الصحيّة في لبنان، حيث يتمّ تخفيض رواتب العديد من الطواقم الطبية أو تأخيرها. وتكافح المستشفيات لاستبقاء الأطبّاء، فيما هاجر المئات".
