تشي تحركات رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، بمحاولة استمالة قادة الميليشيات في طرابلس، لنسج خيوط حلف لمواجهة وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا.
وحذر مصدران ليبيان من أن السراج بقراريه إنشاء جهاز أمني جديد بقيادة الميليشياوي عبد الغني الككلي الشهير بـ" غنيوة"، وإلحاق ميليشيا قوة الردع الخاصة بالمجلس الرئاسي تحت مسمى "جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة"، تحول إلى "قائد ميليشيا"، ما ينذر بتورط العاصمة طرابلس في حرب جديدة.
واعتبر مصدر مطلع تحدث إلى "إرم نيوز" من طرابلس أن السراج بمواجهته المباشرة مع وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا، وسعيه لنسج خيوط حلف بين ميليشيات طرابلس والزاوية ضد ميليشيات مصراتة وحليفتها ميليشيات الزنتان، قد يقود العاصمة لحرب شعواء.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن طرابلس مقبلة على كارثة في حال استمر السراج في مسعاه الذي يكشف به عن رغبته بالتمسك بالسلطة، مشيراً إلى أن تصرفه هذا يناقض تصريحاته المساندة للحوار السياسي وإجراء الانتخابات التي تصر البعثة الأممية إلى ليبيا على إجرائها في شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل، "فهو يسعى إلى خلط الأوراق والتشويش والعرقلة"، على حد تعبيره.
واتهم السراج بالتخطيط لتوريط طرابلس في حرب شعواء باتت ترتسم ملامح أطرافها حالياً.
ووصف المصدر رئيس جهاز حفظ الاستقرار الذي أنشأه السراج "غنيوة الككلي" ونوابه: "أيوب بوراس وحسن بوزريبة وموسى مسموس" بأنهم "مرفوضون من الشارع الليبي لأنهم أوغلوا في الظلم والدماء"، مشيراً إلى أنه ليس خافياً على الليبيين أن السراج رضخ لضغوط هؤلاء ليكونوا معه وقت الشدة.
بدوره قال القاضي العسكري بشير العمري إن السراج بدأ يتصرف كزعيم ميليشيا وليس كرئيس مجلس رئاسي من خلال انخراطه في تحالفات مناطقية محمومة بدل أن يكون صمام أمان ويعمل على تهدئة الأوضاع ورأب الصدع.
واعتبر العمري، في تدوينة له على موقع فيسبوك صباح الثلاثاء، أن السراج أنشأ ما أسماه بجهاز حفظ الاستقرار، بعد ضغوط مورست عليه من قبل قادة تشكيلات مسلحة بالعاصمة ووزير الدفاع صلاح الدين النمروش المتخوفين والمذعورين من عملية باشاغا المزمعة المسماة "صيد الأفاعي".
وعلل إنشاء الجهاز الجديد بأن السراج كان يستشعر الخطر خلال الآونة الأخيرة من تحركات وطموحات باشاغا، فقد وافق على مقترح إنشاء جهاز حفظ الاستقرار ووجد فيه ضالته.
وحذر القاضي العمري من أنه إذا لم تتدخل الدول الفاعلة في الملف الليبي لوضع حد لتداعيات هذا القرار، فالأمر جد خطير وسيدفع طرفي النزاع لحمى تحالفات جديدة بالمنطقة سرعان ما ستشعل فتيل حرب مدمرة للسيطرة على العاصمة طرابلس.
يشار إلى أن وزارة الدفاع التي يقودها صلاح النمروش المتحدر من مدينة الزاوية، كانت قد اعترضت على إعلان باشاغا إطلاق عملية صيد الأفاعي التي تستهدف "المجرمين والمهربين في غرب ليبيا"، بحسب وزارة داخلية الوفاق.
وعلى عكس إعلان باشاغا بأنه نسق العملية العسكرية بالتعاون مع المنطقة العسكرية الغربية والمنطقة العسكرية طرابلس، أكد آمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة الجويلي وآمر المنطقة العسكرية طرابلس عبد الباسط مروان، عدم اطلاعهما أو التنسيق المسبق معهما بخصوص ما يطلق عليه عملية صيد الأفاعي، وأشارا إلى عدم ضرورتها في الظرف الحالي.
ولم يُبدِ السراج أدنى ترحيب بالعملية، بل وتجاهلها تماماً.