تجددت الاحتجاجات في منطقة سبيطلة بمحافظة القصرين وسط غرب تونس، مساء الثلاثاء، وتوسّعت رقعتها وذلك في تصاعد لافت للتوتر، على خلفيّة حادث وفاة رجل في حي السرور داخل محل بعد هدمه تنفيذا لقرار بلدي.
وأكد شهود عيان لـ"إرم نيوز"، أنّ المنطقة تشهد احتقانا غير مسبوق ينذر بانفلات الأوضاع رغم الانتشار الأمني المكثّف، وسط عمليات كرّ وفرّ بين المحتجين والأمنييّن، ما اضطر الأمنيين إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفرقة المحتجين الذي أقدموا على رشقهم بالحجارة.
وأفاد الشهود بأنّ إقالة والي (محافظ) القصرين لم تنجح في احتواء الاحتجاجات وامتصاص غضب المحتجين، مؤكّدين أن تدخل قوات الأمن لتهدئة الاحتجاجات بعد ظهر اليوم، كان ناجعا نسبيا، لكنّ لم يفض إلى السيطرة على الوضع والحدّ من درجة الاحتقان، حيث طاولت أعمال التخريب والتكسير والاعتداءات عددا من المؤسسات والسيارات.
وبحسب قناة "نسمة" المحليّة، فإنّ اقالة والي القصرين محمد شمسة، أثارت احتقانا مضاعفا، حيث خرج عدد من الأهالي للتعبير عن مساندته، معتبرين أن رئيس الوزراء هشام المشيشي، "يريد امتصاص غضب المحتجين، وتقديم الوالي كبش فداء لسياسات خاطئة".
كما خرج عدد كبير من المحتجين بمدينة سبيطلة للشوارع، للتعبير عن غضبهم من تملّص رئيس البلدية من تنفيذ قرار الهدم، الذي راح ضحيته كهل في العقد الخامس.
وأرجع عدد من أهالي حي السرور في سبيطلة وعائلة المتوفي الإقدام على بناء عدد من المحلّات دون ترخيص إلى وضعياتهم الاجتماعية الصعبة التي أجبرتهم على البناء بصفة عشوائية محمّلين المسؤولية إلى بلدية المكان في اتّخاذ الهدم.
بالتزامن، تواترت انباء عن فرار رئيس بلدية سبيطلة فيصل الرميلي من محافظة القصرين في اتجاه العاصمة خوفا على سلامته الشخصية.