يلجأ الكثيرون منذ أجيال إلى علاجات منزلية بسيطة لتخفيف مشكلات المعدة، ومن أبرزها صودا الخبز، ذلك المسحوق الأبيض الشائع الاستخدام في الخَبز والتنظيف.
لكن هل يمكنها فعلاً تخفيف الإحساس المزعج بحرقة المعدة أو ارتجاع الحمض؟ يؤكد الخبراء أنها قد تُخفف الأعراض مؤقتًا، لكنها ليست علاجًا طويل الأمد وقد تُسبب مشكلات صحية إذا أُسيء استخدامها.
ويحدث الارتجاع الحمضي عندما يعود حمض المعدة إلى المريء، مما يسبب شعورًا بالحرقة في الصدر أو طعمًا حامضًا في الفم. وفي حين أن هذه الحالة شائعة لدى كثيرين، فإن تكرارها أكثر من مرتين أسبوعيًا قد يشير إلى الإصابة بمرض الجَزر المعدي المريئي (GERD)، وهو اضطراب مزمن يتطلب تدخلًا طبيًا.
بالنسبة للحالات الخفيفة أو العرضية، يستخدم بعض الأشخاص صودا الخبز (بيكربونات الصوديوم) كعلاج سريع، إذ تعمل كمادة قلوية تُعادل حمض المعدة وتُخفف الإحساس بالحرق. كما تُستخدم في بعض الأدوية التجارية، مثل دواء Zegerid، الذي يجمع بين الأوميبرازول وبيكربونات الصوديوم.
ومع ذلك، يحذر الأطباء من الإفراط في استخدامها، لأن الجرعات العالية قد تجعل الجسم قلوياً بشكل مفرط وتؤدي إلى اضطرابات في توازن الأحماض، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم أو احتباس السوائل بسبب محتواها العالي من الصوديوم.
تشمل الآثار الجانبية المحتملة الانتفاخ، والغازات، والعطش الزائد، وتشنجات المعدة، وينبغي استشارة الطبيب إذا استمرت الأعراض.
كما يُمنع استخدام صودا الخبز دون استشارة طبية للأشخاص المصابين بـ أمراض القلب أو الكلى أو الكبد، أو ارتفاع ضغط الدم، أو احتباس السوائل، أو القلوية الزائدة، أو أثناء الحمل.
إضافةً إلى ذلك، يمكن أن تتفاعل صودا الخبز مع أدوية معينة وتُضعف فعاليتها، لذا يُنصح بعدم تناولها في غضون ساعتين من أي دواء آخر.
ويختتم الأطباء نصائحهم بالتأكيد على أن صودا الخبز قد توفر راحة مؤقتة من حرقة المعدة، لكنها ليست بديلاً عن العلاج الطبي، وأن أفضل وسيلة للسيطرة على الارتجاع هي اتباع نمط حياة صحي واستشارة الطبيب عند تكرار الأعراض.
