من منا لم يحلم بالحفاظ على شبابه لأطول فترة ممكنة؟ بينما كان هذا في السابق ضربًا من الخيال العلمي، أصبح، اليوم، محورًا للعديد من الأبحاث العلمية.
فقد حدد باحثون من كوريا الجنوبية جزيئًا قد يلعب دورًا رئيسًا في الشيخوخة، لكن المفاجأة أنه "توجد بالفعل بعض السبل لمنعها"، وفق ما ذكره تقرير لموقع "فوتورا سيونس" الفرنسي.
وأوضح التقرير أن فهم الآليات البيولوجية المُحفِّزة للشيخوخة بشكل أفضل قد يُساعد، في نهاية المطاف، على إبطائها أو حتى عكس بعض آثارها.
وتكشف دراسة حديثة، نُشرت في مجلة "ميتابوليزم"، عن عنصر أساس: فالحالة الكيميائية لجزيئات مُعينة في خلايانا قد تُحدد كيفية انتشار الشيخوخة في أجسامنا.
عندما تفكر في الأمر تستحضر ما يلي: الشعر الأبيض، القليل من الطاقة، بالإضافة إلى التعب.
وتبدأ هذه الخلايا بإطلاق جزيئات التهابية تُضعف الأنسجة المحيطة بها. وتُشكل هذه العملية، التي تُسمّى الالتهاب، حلقة مفرغة: فكلما زادت الخلايا الهرمة، زادت سرعة شيخوخة الجسم.
وأظهرت الدراسة، التي أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة سيول، أن جزيئًا يُسمّى HMGB1، عندما يكون في صورة كيميائية "مُختزلة"، يُمكنه تنشيط مسارين معروفين يُعززان الالتهاب: JAK/STAT وNF-κB.
وبإجراء التجربة على الفئران، كانت حقنة بسيطة من هذا الجزيء كافية لظهور علامات واضحة للشيخوخة في غضون أيام قليلة: التهاب، وضعف العضلات، وتباطؤ تجديد الأنسجة. في المقابل، سمح تثبيط هذا الجزيء للفئران الأكبر سنًا بالتعافي بشكل أفضل بعد الإصابة، وتحسين حالتها البدنية.
أما عند البشر، فتشير النتائج إلى نفس الاتجاه: يحتوي دم كبار السن على كمية أكبر بكثير من هذا الشكل المختزل من HMGB1 مقارنة بالأشخاص الأصغر سناً.