logo
صحة

التفاؤل في تفسير المشاعر قد يكشف عن تدهور إدراكي مبكر

تفسير المشاعرالمصدر: istock

كشفت دراسة جديدة أن الميل لتفسير مشاعر الآخرين بشكل مفرط في الإيجابية، رغم أنه قد يبدو ميزة نفسية مع التقدم في العمر، قد يكون في الواقع علامة مبكرة على تدهور إدراكي مرتبط بالشيخوخة. 

يُعرف هذا الميل باسم "التحيز الإيجابي"، وغالبًا ما يُفسَّر ضمن نظرية الانتقائية الاجتماعية والعاطفية بأنه آلية نفسية تساعد كبار السن على التركيز على الجوانب الإيجابية من الحياة لحماية صحتهم العقلية.

لكن باحثين يقترحون أن هذا التحيز قد لا يكون مجرد إستراتيجية تكيفية، بل قد يُشير إلى بداية عمليات تنكس عصبي، مثل تلك المرتبطة بمرض الزهايمر.

أخبار ذات علاقة

فقدان حاسة الشم

فقدان حاسة الشم قد يكون أول إنذار مبكر لمرض الزهايمر

وشارك في الدراسة 665 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و89 عامًا، خضعوا لاختبارات لتمييز المشاعر في وجوه مُولدة عبر الحاسوب، بالإضافة إلى فحوصات بالرنين المغناطيسي، واختبارات للكشف عن علامات التدهور المعرفي والاكتئاب.

وكشفت النتائج أن كبار السن كانوا أسرع في التعرف على الوجوه ذات التعبيرات الإيجابية، وأقل ميلًا لتصنيف الوجوه على أنها سلبية، حتى عندما كانت محايدة أو غامضة.

ويرى الباحثون أن هذا التحيز نحو الإيجابية قد يكون ناتجًا عن تغيرات في الدماغ تتصل بالشيخوخة، وهو ما يستدعي دراسات مستقبلية لتأكيد هذه الفرضية.

ربطت الدراسة بين "التحيّز الإيجابي" في تفسير تعابير الوجه وبين تراجع في حجم المادة الرمادية في منطقتَي الحُصين، واللوزة الدماغية، المسؤولتين عن معالجة العواطف.

ووجد الباحثون أن هذا الميل لتفسير الوجوه بشكل إيجابي ارتبط بتدهور إدراكي، دون وجود علاقة بالاكتئاب، مما يعزز الفرضية بأن هذا التحيّز قد يكون علامة مبكرة على الخرف وليس سلوكًا انفعاليًا ناتجًا عن المزاج.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

الشاي الأخضر ومكملات الفيتامينات قد تحمي من الزهايمر

وتدعم النتائج أبحاثًا سابقة تشير إلى أن الأشخاص في المراحل المبكرة من الخرف، مثل الزهايمر، يعانون من صعوبة في التمييز بين المشاعر، خاصة السلبية كالغضب والحزن والخوف، والتي ثبت أنها أصعب في التعرّف من مشاعر مثل السعادة.

وأشار الباحثون إلى أن دراستهم لحظية، ولا تُتابع نفس الأفراد عبر الزمن، لذا يصعب تأكيد العلاقة السببية. لكن النتائج تمهّد الطريق لاستخدام القدرة على تفسير العواطف كأداة جديدة لرصد التدهور المعرفي في مراحله المبكرة، حيث يكون للتدخل تأثير أكبر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC