يُعدّل الملح نكهة الطعام إلى الأفضل فيما إذا أُضيف باعتدال، لكن بعض أنواعه قد تحمل معها مخاطر صحية غير متوقعة.
وفي تقرير نشرته Today.com، حذّرت الدكتورة سوزان تشينغ، اختصاصية أمراض القلب في معهد سميدت للقلب في مركز "سيدرز-سيناي" الطبي بلوس أنجلوس، من استخدام نوع معين من الملح يُنظر إليه على أنه راقٍ ومميز، لكنه في الحقيقة قد يكون خادعاً وخطيراً على الصحة.
وتشير تشينغ إلى أن الملح الخشن أو ما يُعرف بـ"الملح الفاخر" مثل ملح البحر السلتي أو الهيمالايا، يمنح إحساساً زائفاً بكونه صحياً بفضل شكله وملمسه؛ ما يجعل الناس يفرطون في استخدامه دون إدراك. وتقول: "الملح العادي الرخيص من السوبرماركت يمنحك الطعم نفسه لكن بكمية أقل، ومن ثم تستهلك كمية أقل من الصوديوم".
من جانب آخر، شدّد الدكتور إيفان ليفين، اختصاصي القلب وصاحب شعبية واسعة على "تيك توك"، على أن هذه الأنواع "الطبيعية" من الملح لا تختلف كثيراً عن الملح العادي، فهي تتكوّن أساساً من كلوريد الصوديوم، مع كميات ضئيلة جداً من معادن مثل الكالسيوم والبوتاسيوم، لا تُحدث فرقاً صحياً حقيقياً.
الملح عنصر أساسي للجسم، فهو يلعب دوراً محورياً في توازن السوائل ووظائف الأعصاب والعضلات. لكن الإفراط فيه يرتبط بارتفاع ضغط الدم، وهو عامل رئيس في أمراض القلب والسكتة الدماغية.
وتوصي جمعية القلب الأمريكية بألا تتجاوز كمية الصوديوم اليومية 2,300 ميليغرام، مع هدف مثالي لا يزيد على 1,500 ميليغرام لكثير من البالغين، خاصة المصابين بارتفاع ضغط الدم.
ومع ذلك، يستهلك الأمريكيون في المتوسط حوالي 3,400 ميليغرام يومياً، وهو رقم مقلق. وهنا تكمن المشكلة، حيث أن حبيبات الملح الخشن الأكبر حجماً قد تُستخدم بوفرة دون قصد، بعكس الملح العادي الذي يتميّز بحجم موحّد يسهل التحكم به.
ويتميز الملح العادي أيضاً بأنه مدعّم باليود، وهو معدن ضروري للوقاية من نقص اليود ومشاكل الغدة الدرقية. في المقابل، معظم أنواع الملح "الطبيعي" لا تحتوي على هذه الإضافة المفيدة.