المفوضية الأوروبية: نشهد تقدما حقيقيا بفضل التنسيق بين أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة
يُعدّ ارتفاع الكوليسترول والالتهاب من المشكلات الصحية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا، إذ يمكن لكلٍ منهما أن يغذي الآخر ويزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. فالكوليسترول مادة شبيهة بالدهون يحتاجها الجسم لبناء الخلايا وإنتاج الهرمونات، لكن ارتفاع مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، المعروف باسم "الكوليسترول الضار"، قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.
وعندما ترتفع مستويات الكوليسترول الضار، يمكن أن يتراكم داخل جدران الشرايين مكوّنًا لويحات دهنية، وهي عملية تُعرف بتصلب الشرايين. وتُظهر الدراسات أن تصلب الشرايين ليس مجرد تراكم للدهون، بل هو حالة التهابية مزمنة. فمع تشكّل اللويحات، يحدث التهاب داخل الشرايين يؤدي إلى تضييقها وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
والالتهاب بحد ذاته هو استجابة طبيعية من الجهاز المناعي للإصابة أو العدوى، ويساعد الجسم على الشفاء. لكن المشكلة تبدأ عندما يصبح الالتهاب مزمنًا، إذ يمكن أن يتسبب في تلف الأنسجة ويرتبط بأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والصدفية، وأمراض الأمعاء الالتهابية.
وتشير الأبحاث إلى أن الالتهاب المزمن قد يغيّر طريقة تعامل الجسم مع الدهون، فيخفض مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) ويرفع مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية. وفي كثير من الحالات، يكون الالتهاب هو العامل الذي يقود اضطراب مستويات الكوليسترول وليس العكس.
وغالبًا ما تعتمد السيطرة على الالتهاب وارتفاع الكوليسترول على استراتيجيات متشابهة في نمط الحياة. فقد ثبت أن الأنظمة الغذائية المضادة للالتهاب، وخاصة النظام الغذائي المتوسطي، تساعد على خفض الالتهاب وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. ويركز هذا النظام على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات والدهون الصحية والبروتينات الخفيفة، مع تقليل الأطعمة المصنعة والدهون المشبعة.
ولخفض الكوليسترول الضار تحديدًا، قد يوصي الأطباء باتباع أنظمة غذائية صحية للقلب، مثل حمية DASH، أو بتناول أدوية مثل الستاتينات أو غيرها عند الحاجة. كما تشمل الوقاية ممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، وإدارة التوتر، والحصول على نوم كافٍ، والامتناع عن التدخين.
باختصار، يرتبط ارتفاع الكوليسترول والالتهاب بعلاقة متبادلة، ومعالجة كليهما من خلال نمط حياة صحي والرعاية الطبية عند الضرورة تُعد خطوة أساسية للوقاية من أمراض القلب والحالات المزمنة الأخرى.