كشفت دراسة حديثة أن الإدمان على الأطعمة فائقة المعالجة (UPFs) أصبح أكثر انتشارا بين كبار السن مقارنة بالإدمان على الكحول أو التبغ، بحسب صحيفة "ميرور".
وشملت الدراسة أكثر من 2000 شخص في الولايات المتحدة تتراوح أعمارهم بين 50 و80 عاما، وهم الجيل الذي شهد ظهور هذه الأطعمة في الأسواق، حيث تبين أن حوالي 12% منهم يحققون معايير الإدمان على هذه الأطعمة. وكانت نسبة النساء المتأثرات أعلى كثيرا؛ إذ بلغت 17% مقابل 7.5% فقط بين الرجال، مع ارتفاع ملحوظ بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 50 و64 عاما.
وتُعرف الأطعمة فائقة المعالجة بأنها أطعمة صناعية تحتوي على كميات عالية من الكربوهيدرات المكررة والدهون المضافة وقيمة غذائية منخفضة، وقد صُممت لتحفيز مراكز المكافأة في الدماغ بشكل مشابه للمواد الإدمانية مثل الكحول والسجائر؛ ما يؤدي إلى تناولها بشكل قهري ورغبات مستمرة في تناولها. وعلى الرغم من عدم وجود تشخيص رسمي للإدمان على هذه الأطعمة، إلا أن الدراسة تشير إلى تأثير كبير على الصحة الجسدية والعقلية والاجتماعية.
وكانت النساء في هذه الفئة العمرية أكثر عرضة للإدمان بسبب الحملات التسويقية التي استهدفتهن في الثمانينيات، والتي روجت لهذه الأطعمة باعتبارها “خيارا غذائيا” منخفض الدهون وعالي الكربوهيدرات؛ ما خلق تصورا خاطئا عن فوائدها الصحية. كما أظهرت الدراسة أن النساء المدمنات غالبا ما يكنّ من ذوات الدخل السنوي الأقل من 30 ألف دولار، وهو نمط لم يُلاحظ بين الرجال.
أما الرجال المدمنون على هذه الأطعمة فكانوا أكثر عرضة لتدهور حالتهم الصحية، حيث كان الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن أكثر عرضة للإدمان بمقدار 19 مرة مقارنة بمن يتمتعون بوزن صحي. كما كان الرجال الذين يعانون من ضعف الصحة الجسدية أكثر عرضة للإدمان بثلاثة أضعاف، والذين يعانون من مشاكل نفسية أكثر عرضة بأربعة أضعاف.
وأشارت الدراسة إلى أن بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية قد يستخدمون هذه الأطعمة كوسيلة للتعامل مع الضغوط العاطفية. ودعا الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات حول تأثير التسويق على عادات الأكل لدى الشباب، مؤكدين ضرورة تعديل سياسات الصحة العامة والغذاء لمواجهة هذه الظاهرة المتزايدة.