كشفت دراسة جديدة أن ضعف صحة القلب والأوعية الدموية في منتصف العمر قد يكون مؤشرًا مبكرًا على خطر الإصابة بالخرف في المستقبل، حتى قبل 25 عامًا من التشخيص الفعلي.
وشملت الدراسة نحو 6000 مشارك، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين سجَّلوا لديهم مستويات مرتفعة من التروبونين، البروتين الذي يدل على تلف عضلة القلب، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 38% مقارنة بمن كانت مستويات التروبونين لديهم طبيعية.
وأوضح البروفيسور إريك برونر، مؤلف الدراسة، أن تلف الدماغ يتراكم تدريجيًا لعقود قبل ظهور أعراض الخرف، وأن السيطرة على عوامل الخطر الشائعة لأمراض القلب والسكتة الدماغية في منتصف العمر، مثل ارتفاع ضغط الدم، قد تؤخر أو حتى تمنع تطور الخرف.
ويُذكر أن التروبونين يُقاس عادة عند الاشتباه في نوبة قلبية، لكن ارتفاعه حتى من دون أعراض قد يشير إلى تلف مستمر في عضلة القلب أو ضعف في الأوعية الدموية؛ ما يقلل تدفق الدم إلى الدماغ ويزيد خطر الإصابة بالخرف.
وخضع المشاركون لاختبار التروبونين بين سن 45 و69 عامًا، وتمت متابعة حالتهم لمدة 25 عامًا في المتوسط، وخلال هذه الفترة شُخّص 695 شخصًا بالخرف.
وأكد البروفيسور برونر أن النتائج الأولية تشير إلى أن قياس التروبونين قد يصبح أداة مهمة لتقييم خطر الإصابة بالخرف، داعيًا لإجراء المزيد من الدراسات للتحقق من فعاليته في التنبؤ المبكر بالمرض.
من جهته، شدد البروفيسور برايان ويليامز، كبير المسؤولين العلميين في مؤسسة القلب البريطانية، على أهمية الحفاظ على صحة القلب طوال الحياة، من خلال التحكم في ضغط الدم، مستويات الكوليسترول، ممارسة النشاط البدني، الحفاظ على وزن صحي، والامتناع عن التدخين، مؤكدًا العلاقة الوثيقة بين صحة القلب وصحة الدماغ.