كشفت دراسة حديثة من جامعة كولورادو بولدر، ونُشرت في مجلة Journal of Applied Physiology، عن مخاوف صحية متزايدة بشأن الـ"إريثريتول" (Erythritol)، وهو مُحلّي صناعي شائع الاستخدام في العديد من المنتجات الخالية من السكر، مشيرة إلى أنه قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وقام الباحثون بتعريض خلايا الأوعية الدموية في الدماغ لكميات من الإريثريتول تعادل تلك الموجودة في مشروب غازي دايت، ولاحظوا خلال ثلاث ساعات فقط تغيّرات مقلقة.
وأظهرت الخلايا زيادة بنسبة 75٪ في إنتاج مركبات ضارة، وانخفاضًا بنسبة 20٪ في إنتاج مركب يساعد الأوعية الدموية على الاسترخاء. كما لوحظ تراجع في إنتاج بروتين t-PA المهم في إذابة الجلطات الدموية، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية، وهي سكتة تحدث عندما تمنع جلطة دموية تدفق الأكسجين إلى الدماغ.
ويُستخدم الإريثريتول في منتجات شائعة مثل: مشروبات الطاقة، وألواح البروتين، وبعض المُحلّيات. ورغم أن حلاوته تبلغ نحو 70٪ من السكر، إلا أن سعراته الحرارية تمثل فقط 6٪ من سعرات السكر.
ويتواجد بشكل طبيعي بكميات ضئيلة في بعض الفواكه، لكن الإريثريتول المستخدم تجاريًّا يُستخلص غالبًا من الذرة، ولا يهضمه الجسم بالكامل، مما قد يؤدي إلى تراكمه على المدى الطويل.
وأوبورن بيري، الباحثة التي قادت الدراسة، شددت على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم التأثير الكامل لهذا المُحلّي على صحة الأوعية الدموية، قائلة: "رغم أن الإريثريتول يُسوّق كخيار صحي، إلا أن هناك حاجة لفهم تداعياته الفعلية".
وتُضاف هذه النتائج إلى ما خلُصت إليه دراسة لمستشفى كليفلاند في 2023، والتي ربطت بين استهلاك الإريثريتول وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة المبكرة، في دراسة شملت أكثر من 4000 شخص.
ورغم أن الدراسة الجديدة أُجريت على خلايا معزولة في المختبر، واستخدمت جرعة قد تتجاوز ما يستهلكه الشخص العادي، إلا أنها تسلط الضوء على قلق متزايد حول المحليات الصناعية، ولا سيما في ظل ارتفاع حالات السكتة الدماغية بين الشباب بنسبة تقارب 15٪ منذ عام 2011، وفق بيانات مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية (CDC).
